حملت الساعات الأخيرة أمس، مفاجآت كثيرة تصب في مصلحة المعارضة الليبية، وبدا العقيد معمر القذافي أكثر عزلة من أي وقت مضى، فحتى الساحات التي كانت تغص بآلاف المؤيدين له خلت إلا من بضع عشرات الليبيين الذين لم ترهبهم صورايخ الناتو التي اتسع مجالها الجغرافي لتصل إلى مطار طرابلس وعدد من المنشآت الحساسة في العاصمة الليبية تشهد أحياء طرابلس مواجهات وحرب شوارع بين المعارضة الليبية وقوات القذافي، واتجه موسى إبراهيم المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية إلى تفسير حالة "الانفلات الأمني في طرابلس" وضعف سيطرة الحكومة الليبية على العاصمة التي ظلت منذ اندلاع الحرب تعتبر صمام أمان القذافي، إلى اتهام الجالية الجزائرية التي لم تغادر ليبيا بأنها تقود حملة مرتزقة لدعم المعارضة من خلال شن هجمات داخل طرابلس. وقال موسى تعليقا على حالة الانفلات الأمني في طرابلس: "لقد قبضنا على مجموعات من المسلحين الجزائريينوالتونسيين والمصرين دخلوا من هنا وهناك للقيام بعمليات وهجمات في أحياء مثل تاجوراء وسوق الجمعة وبن عاشور قرب وسط العاصمة". ويعتبر اتهام نظام القذافي للجالية الجزائرية والمصرية والتونسية بالمرتزقة الأول من نوعه، بعد أن كان قادة المعارضة الليبية يتسابقون في اتهام الجزائر بالمرتزقة "كشماعة" لتعليق فشلهم في مراحل سابقة في المعارك التي كانوا يخوضونها ضد قوات القذافي في الجهات الشرقية. كما تأتي تصريحات موسى بعد حديث ممثل المجلس الانتقالي الليبي لدى جامعة الدول العربية، عن أن القذافي طلب اللجوء إلى الجزائر إلا أن السلطات الجزائرية لم تعلق على طلبه. من جهته، حاول سيف الإسلام القذافي في الخطاب الذي بثه التلفزيون الليبي الرسمي أمس، أمام عشرات الشباب، أن يقدم رسالة "صمود القذافي" وقال سيف الإسلام: "نفسنا طويل. نحن على أرضنا وبلدنا. سنقاوم ستة أشهر، سنة، سنتان وسننتصر". وأضاف المتحدث: "القذافي لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء"، واصفا المقاومة بأنها قرار الشعب وليست قرار سيف الإسلام أو القذافي". لكنه دعا المعارضة إلى الحوار، وقال "إذا كنتم تريدون السلام فنحن مستعدون"، مذكرا بأنه أشرف على إعداد مشروع دستور". وفي وقت بدأ فيه الرائد الركن عبد السلام جلود الذي كان يعتبر أبرز المقربين من القذافي، بشن حملات ضد النظام الذي إنشق عليه واصفا إيه بالميت سريرياً، مخاطباً أفراد قوات القذافي إلى إلقاء السلاح والانضمام للمعارضة، أفادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر رسمية تونسية، أن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط عمران أبو كراع الموجود حاليا في تونس قرر عدم العودة إلى وطنه.وذكرت المصادر أن أبو كراع كان في مهمة عمل بإيطاليا وقرر قطعها والتوجه إلى تونس، وينوي البقاء هناك ولن يعود إلى ليبيا. كما تعكس تقارير وكالات الأنباء الميداني حجم" عزلة "القذافي" وكيف أن المعارضة بدأت تسيطر على معظم المناطق المحيطة بطرابلس شرقا وغربا وجنوبا، في إشارة إلى محاصرتها ب"الكامل" وإخضاعها إلى عملية ستكون الأخطر والأهم في مسيرة حرب ليبيا التي اندلعت في 17 فيفري الماضي، وأصبحت المؤشرات الميدانية تؤكد على أن "معركة الحسم" قد حانت لتنهي حكم العقيد معمر القذافي الذي استمر أكثر من أربعة عقود. بان كي مون مدعو لزيارة ليبيا للاطلاع على تجاوزات الناتو دعا رئيس الحكومة الليبية، البغدادي المحمودي، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى تشكيل وفد رفيع المستوى لزيارة ليبيا في "أقرب وقت" ممكن، للاطلاع على تجاوزات الحلف الأطلسي هناك وبحث التوصل إلى حل بين الليبيين. وأوضحت وكالة الجماهيرية للأنباء أن البغدادي "اقترح" على بان كي مون "تشكيل وفد رفيع المستوى يضمه هو ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ لزيارة ليبيا في أقرب وقت ممكن للاطلاع عن كثب على هذه التجاوزات وما يجري في ليبيا وبحث التوصل إلى حل بين الليبيين أنفسهم دون تدخل خارجي". تونس تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي اعترفت تونس، بشكل رسمي، بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي "ممثلا شرعيا" للشعب الليبي. ويأتي هذا الاعتراف مع إعلان الثوار الليبيين دخولهم العاصمة طرابلس وسيطرتهم على بعض أحيائها. وأعلنت الإذاعة الرسمية التونسية ووكالة الأنباء التونسية أن الحكومة التونسية المؤقتة قررت "الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي".