إنّ فضل الأيّام الأولى من شهر ذي الحجة عظيم جدًا، فقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الأعمال الصالحة فيها أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من العمل في غيرها، حيث قال: ''من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من هذه الأيّام (يعني الأيّام العشر). قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء'' رواه البخاري. فهذا الحديث صريح في أنّ الأعمال الصالحة في هذه العشر من أحبّ الأعمال إلى الله، وأنّها تفوق ثواب الجهاد في سبيل الله. والأعمال الصّالحة كثيرة ومتنوعة، منها الصوم وتلاوة القرآن والذِّكر والتّهليل والتّحميد والتّسبيح والتّكبير، وخاصة برّ الوالدين وحُسن الجوار وصلة الأرحام وغيرها. ومن العشرة يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وصيامه كفارة لسنتين، عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم يوم عرفة، قال: ''يكفّر السنة الماضية والباقية'' رواه مسلم.