يدور قتال عنيف ومتواصل في مدينة سرت بين الموالين للعقيد القذافي وبين قوات المجلس الانتقالي، بينما وصل أمس وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس، إلى ليبيا للاطلاع على العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات البريطانية ضد القذافي. ويواجه فوكس عاصفة نقد هذه الأيام بسبب شبهات تورّطه في صفقات تهدد سمعة الجيش البريطاني. ويحدث هذا وسط تفاؤل كبير لدى حلف الناتو بقرب سقوط المدينة، بحسب ما أعلن عنه مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية التقى بنابولي الإيطالية، أول أمس الجمعة، ضباطا من حلف الناتو، قالوا له إن القذافي ''لم يعد له فعليا أي سيطرة على القوات العسكرية الموالية له''. وأعلن من جهته وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للمجلس الانتقالي الليبي، جلال الدغيلي، في ختام لقاء مع نظيريه الإيطالي إينياتسيو لاروسا والبريطاني وليام فوكس، أن ''نهاية الحرب في ليبيا باتت قريبة''. ميدانيا، أعلنت قوات المجلس الانتقالي، أمس السبت، السيطرة على طريق رئيسي يؤدي إلى وسط مدينة سرت، وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية أن أعمدة الدخان ارتفعت من المدينة بعد ما شنت قوات المجلس هجوما بالدبابات وقذائف الهاون وخاضت معارك شوارع حتى وصلت إلى مركز واغادوغو للمؤتمرات الذي تتحصن داخله قوات تابعة القذافي. وقال أطباء ليبيون إن المعارك أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 190 آخرين، في حين يستمر نزوح آلاف السكان من سرت خارجها. وحسب تقرير لمراسل القناة، فقد تدفقت قوات المجلس الانتقالي من مصراتة في الغرب وبنغازي في الشرق للمشاركة في الهجوم على سرت. وقد ركزت قوات المجلس قصفها على مركز واغادوغو للمؤتمرات. لكن لاقت هذه القوات مقاومة شرسة من قبل قوات القذافي التي استخدمت القذائف ونيران القناصة لوقف تدفق قوات المجلس. وفي سياق ذلك شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل أعدادا كبيرة من موقع المعارك إلى مستشفى ميداني غرب سرت. أما في جبهة بني وليد التي يتحصن بها نجل القذافي، سيف الإسلام، على ما يبدو، فالقتال ما يزال مستمرا أيضا بينما تحاول قوات المجلس الانتقالي إيجاد مخرج للمأزق الذي يواجهها منذ قرابة شهر في هذه المدينة المحورية. وفي سياق ذلك، أرسل المجلس وفدا للوساطة مرة أخرى مع سكان بني وليد لتسليمها في غضون يومين. وأجرت ''بي بي سي'' سبرا لآراء مجموعة من الليبيين حول الحياة بعد سقوط نظام القذافي، فأجمعوا على أن أبرز المشاكل التي يواجهونها هي عدم صرف الرواتب وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، خصوصا مستلزمات الأطفال من حليب وحفاظات. وفي العاصمة طرابلس خصوصا يشكو السكان من انقطاع الكهرباء ومن كثرة انتشار السلاح.