القذافي لأنصاره:حرروا طرابلس زنقة زنقة الثورة الليبية تحصي 20 ألف قتيل منذ اندلاعها أخذت التطورات السياسية في ليبيا، خلال الساعات الماضية، ثلاثة خطوط متوازية، تتعلق بترتيبات المجلس الوطني الانتقالي لمرحلة 8 أشهر، تسبق الانتخابات قدر لها مدة 8 أشهر، بدءا من تحقيق توافق عربي بعودة طرابلس الى ممارسة نشاطها بشكل طبيعي،بالترافق مع اعتماد مجموعة الاتصال طلب الانتقالي بتوفير 5 ملايير دولار من الأموال المجمدة في الخارج، ميدانيا مازالت عناصر القذافي تحاصر مدينة زوارة الساحلية، فيما احكم الثوار سيطرتهم على المطار الدولي رغم كثافة صواريخ "غراد" التي يطلقها أنصار معمر القذافي. * أعلن، أمس، الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في تصريح صحفي عقب اجتماع مع ممثل المجلس الوطني الانتقالي، لدى الجامعة السفير عبد المنعم الهوني، ان هناك توافقا في الاراء بين الدول العربية، كي تستعيد ليبيا مقعدها في الجامعة العربية، وان المجلس الانتقالي الليبي سيكون هو الممثل الشرعي الوحيد لدولة ليبيا بالجامعة، مشيرا الى ان التوافق العربي ظهر في اجتماع الدول الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية، الذي عقد بالدوحة الثلاثاء الماضي. وأضاف العربي أنه تم الاتفاق على الترتيبات الخاصة باجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي سيعقد السبت بالقاهرة، والذي سيشارك فيه المجلس الانتقالي لاول مرة. فيما قال ممثل ليبيا انه "اعتبارا من السبت، ستكون ليبيا خارج التجميد بالجامعة العربية، وستمارس عضويتها بشكل طبيعي". * من جهته، قال أشرف الثلثي المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي بواشنطن، في تصريح للشروق، أمس، إلى أن هناك أخبارا تتحدث عن محاصرة الثوار للعقيد معمر القذافي، في مبنى بضواحي العاصمة طرابلس، وهناك مفاوضات لتسليم نفسه، معتبرا أن ليبيا تعيش "الحلقات الأخيرة من مسلسل العقيد القذافي". * وأكد أشرف الثلثي المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني الانتقالي أن الثوار يسيطرون الآن على نحو 95 بالمئة من العاصمة طرابلس، وأن قوات القذافي تفر من العاصمة، رغم وجود جيوب للمقاومة من بينها منطقة بوسليم، مشيرا إلى أن الثوار حرروا أكبر معتقل في شمال إفريقيا، والذي اغتال أعوان القذافي فيه 1286 سجين في 1996، ومن بينهم شقيقه. * ووصف الثلثي صور تحرير سجن أبو سليم باللقطات التاريخية، خاصة أن أعوان القذافي تركوا السجناء داخل الزنازين، وعرضوهم للخطر، إلى أن جاء الثوار وحرروهم وكسروا القيود والأقفال بالمطارق. * ميدانيا يحاول الثوار الليبيون السيطرة على أخر جيوب كتائب القذافي، والاقتراب من سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي ومعقله، فيما تأكد سيطرة الثوار على وسط العاصمة بكامله، لكن في النهار بقيت الشوارع شبه خالية بسبب وجود قناصة مختبئين، كما واجهت قوات الثورا مقاومة شرسة من عناصر القذافي على مستوى الطريق الاستراتجي، باتجاه المطار الدولي الذي مازال تحت سيطرة الثوار برغم تعرضهم لنيران كتائب القذافي خصوصا بصورايخ "غراد"، اما غربا فواصلت القوات الموالية للعقيد القذافي حصار، وقصف مدينة دينة زوارة "غربا ليبيا"، التي يسيطر على وسطها الثوار الذين طلبوا مساعدة المقاتلين في جبل نفوسة، وفق ما أعلنه مسؤول في صفوف الثوار. * وفي وقت مازالت عمليات المطاردة متواصلة للقبض على العقيد القذافي، الذي يجهل مكانه، أعلنت، أمس، مجموعة من الثوار أنها تحاصر عددا من المباني السكنية قرب مجمع العقيد، معمر القذافي، أيعتقد انه يختبئ في احد هذه المباني مع بعض أبنائه، كما اعربت فيها نيكاراغوا عن استعدادها لمنح معمر القذافي اللجوء، فيما تحدث الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن ما وصفها ب"المأساة" في ليبيا، في غضون ذلك، أفرج، أمس، عن أربعة صحافيين ايطاليين، حسبما ما أعلنه متحدث باسم الخارجية الايطالية، وأضاف أنهم "الآن في فندق يوجد فيه صحافيون ايطاليون آخرون، هم بصحة جيدة احدهم لديه مشكلة بسيطة في يده دون خطورة تذكر"، وكان الصحافيون الأربعة متجهين بسيارة من الزاوية على بعد 40 كلم من طرابلس إلى العاصمة الليبية، حين أوقفت مجموعة مسلحة تابعة للقذافي، وقتلت سائقها. وسمح لبعض الرهائن بالتحدث هاتفيا مع ذويهم. وبحسب القنصل الايطالي ببنغازي، فان الصحافيين الأربعة كانوا محتجزين في منزل بطرابلس، من حيث كان يمكنهم رؤية مركز تجاري تملكه أسرة القذافي في منطقة قريبة من فندق ريكسوس. * الى ذلك تحدثت تقارير غربية عن فرار العقيد الليبي معمر القذافي إلى مدينة سبها جنوب غربي ليبيا، قبل سقوط باب العزيزية بأيام، بالتزامن مع عملية نقل أموال ضخمة إلى المنطقة الصحراوية ذاتها، بإشراف رئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي، وقدرت التقارير هذه الأموال بنحو 5 ملايير دولار نقدًا، تم تهريبها باتجاه سبها عبر شبكة الأنابيب الضخمة الموروثة عن مشروع "النهر الصناعي العظيم" الذي يعد أحد المشاريع "الجنونية" التي أطلقها العقيد القذافي في الثمانينات، وتحولت أنابيبه التي يبلغ قطرها نحو 4 أمتار بعد فشل المشروع إلى مسالك سرية، تستعمل للأغراض العسكرية. * سياسيا دعت، أمس، فرنسا الدول العربية غير الأعضاء في "مجموعة الاتصال حول ليبيا" للحضور والمشاركة في مؤتمر "اصدقاء ليبيا" المقرر عقده بالعاصمة باريس في الأول من سبتمبر، موضحة انها ترغب من خلال ذلك توسعة نطاق المشاركة ليشمل الدول العربية الأخرى، ويهدف مؤتمر "اصدقاء ليبيا" الذي يقام برعاية فرنسا وبريطانيا إلى حشد الدعم لإعادة اعمار ليبيا، وعلى نفس المنوال قال امس وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس ان الناتو يساعد الثوار الليبيين على ملاحقة القذافي وأبنائه، مضيفا إن عمليات حلف الأطلسي سوف تستمر إلى أن يتم احتواء جيوب المقاومة الموالية للقذافي، بل والقضاء عليها، وأوضح أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، ورفض الوزير البريطاني أن يعلق على مشاركة قوات من بلاده كانت في الأراضي الليبية للمساعدة في تتبع أثر القذافي. * وفي هذه الأثناء، دعا العقيد معمر القذافي مؤديه إلى المقاومة المسلحة للقضاء على من وصفهم بالاعداء، وتحرير طرابلس، مشددا في رسالة صوتية بثتها، مساء أمس، قناة الرأي من العاصمة السورية دمشق، على الصمود ومقاومة "الجرذان"، مؤكدا في السياق أنهم سيهزمون.