رفضت السلطات السورية، وإن بصيغة ''التحفظ''، ومختلف قادة المعارضة الذين يقودون الحركة الاحتجاجية، على حد سواء، دعوة وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة، والتي طالبت نظام دمشق والمعارضين له، بفتح حوار بينهما في غضون أسبوعين وبمقر الجامعة. الرفض السوري جاء على لسان السفير السوري الدائم لدى الجامعة، السيد يوسف أحمد، الذي رد على البيان الختامي للاجتماع بالقول ''لا يمكن أن ينعقد أي حوار وطني إلا على الأرض السورية. والدور القطري سلبي وينصب في إطار التحريض ضد سوريا''. موقف المعارضة جاء في الشعارات التي رفعها آلاف المتظاهرين، الليلة ما قبل الماضية، بمختلف المدن السورية، والذين نددوا بالجامعة العربية لدعوتها إلى حوار بين نظام دمشق ومعارضيه، في الوقت الذي كان منتظرا منها أن تعلق عضوية سوريا. وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا، في ختام لقائهم، تشكيل لجنة عربية أسندت رئاستها لوزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تتلخص مهمتهم في الاتصال بالقيادة السورية لدفعها إلى وقف العنف وإجراء اتصالات بينها وبين أطياف المعارضة، على أمل بدء حوار يحتضنه مقر الجامعة، وتحت رعايتها خلال 15 يوما، وإبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد كامل لمتابعة الوضع في سوريا. وردا على بيان وزراء الخارجية العرب، قال السفير السوري الدائم بأن ''هناك أسبابا واعتبارات جوهرية تتعلق بالدور المنحاز والسلبي الذي تلعبه دولة قطر سياسيا وإعلاميا تجاه الأحداث التي تشهدها سوريا، والذي ينصب في اتجاه التصعيد والتحريض ضد سوريا، وتشويه حقيقة ما يجري فيها على الأرض''. وقال كذلك إن ''سوريا تحفظت على تضمين القرار دعوة إلى حوار شامل في مقر جامعة الدول العربية، لأن ''سوريا دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها وسلامة مواطنيها، وإن أي حوار وطني لا يمكن إلا أن ينعقد على الأرض السورية، وبمشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع على اختلاف انتماءاتهم، وبحضور جامعة الدول العربية وفق ضمانات وآليات شاملة يتم الاتفاق عليها''. زيادة على هذا، استغرب سفير سوريا الدائم لدى الجامعة توقيت الدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب حول بلاده في القاهرة ووصفه ب''المريب''، وأوضح قائلا ''جاء توقيت هذا الاجتماع غريبا ومريبا، ونرجو ألا يكون مرتبطا بفشل تحرك الولاياتالمتحدة وأوروبا ضد سوريا، وإن كنا نظن ذلك''. ميدانيا تحدثت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة عن سقوط 14 قتيلا خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، عشرة منهم سقطوا بمحافظة حمص، وثلاثة آخرون قتلوا بدير الزور، وقتيل آخر بخان شيخون بإدلب.