الجزائر - اثار قرار مجلس جامعة الدول العربية اطلاق حوار بين الحكومة السورية والمعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما تحفظ السلطات السورية فيما رفضتهه المعارضة فى الوقت الذى تتواصل فيه أعمال العنف التي حصدت العديد من القتلى والجرحى. ودعا وزراء الخارجية العرب في بيان اصدروه في ختام اجتماع طارىء عقد مساء امس الاحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة إلى تشكيل لجنة وزارية عربية برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ال ثانى خلال 15 يوما اعتبار من تاريخ صدور هذا القرار من أجل وقف العنف المتواصل في هذا البلد والعمل على حل الازمة القائمة فيه من خلال حوار وطني شامل. كما اتفق وزراء الخارجية العرب جميعا حول رفض "أي تدخل أجنبى فى الشأن السورى وضرورة تنفيذ خارطة طريق واضحة المعالم بشأن اجراء الاصلاحات السياسية المطلوبة تضمن الانتقال السلمى للسلطة مع اشراك جامعة الدول العريبة كطرف أساسى فى تنفيذ ذلك". وأوضح المصدر أن الرأي الغالب في الاجتماع كان مع ضرورة "إعطاء فرصة للمساعى التى يقوم بها الامين العام للجامعة العربية لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن". كما رفض المجلس الوزارى العربى أعمال العنف فى سوريا وطالب بوقفها فورا تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا داعيا إلى حل الازمة السورية عبر الحوار الوطنى. وتحفظت السلطات السورية لقرار الجامعة العربية فيما اعتبرته المعارضة قرارا مرفوضا رفضا قاطعا. و في هذا الإطار قال مندوب سوريا في الجامعة العربية يوسف الاحمد ان بلاده تتحفظ على دعوة الجامعة العربية لعقد حوار شامل في مقرها وإنها دولة مستقلة وذات سيادة قادرة على إدارة شؤونها وحماية أمنها ومصالحها. من جهتها اعتبرت المعارضة السورية القرار الصادر عن الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب بتشكيل لجنة وزارية لاعداد لقاء بين الحكومة والمعارضة لحل الازمة فى البلاد قرارا "ميتا" مؤكدة رفضها له جملة وتفصيلا. كما واصل المعارضون السوريون إعتصامهم أمام مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية احتجاجا منهم على القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب مؤكدين رفضهم أي حوار مع النظام السوري المستمر فى قتل شعبه. وعلى الصعيد الامني لايزال الوضع متازم بسبب استمرار اعمال العنف في سوريا حاصدة العديد من القتلى والجرحى. فقد لقي 11 مدنيا مصرعهم امس الاحد برصاص قوات الامن فى عدة مدن بينهم ثمانية فى حمص حسبما افاد ناشطون. وقال المرصد السورى لحقوق الانسان ان عدد المدنيين الذين قتلوا مساء امس فى حمص بلغ ثمانية كما قتل مواطنان فى مدينة خان شيخون بمحافظة ادلب خلال اطلاق الرصاص على تظاهرة مسائية. و أشارت لجان التنسيق المحلية إلى ان مركز توثيق انتهاكات حقوق الانسان فى سوريا سجل نحو 250 حالة اعتقال لاطباء وصيادلة منذ بداية حركة الاحتجاجات بينهم 25 خلال الاسابيع القليلة الماضية فضلا عن اقتحام عدة مستشفيات فى كفربطنا وفى عربين ريف دمشق. ولا تزال عدة مدن سورية تشهد منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات ترافقت مع سقوط مئات القتلى من المدنيين والجيش وقوى الأمن. وتقول الأممالمتحدة ان عدد ضحايا الاحتجاجات في سوريا وصل إلى ثلاثة آلاف قتيل من بينهم 187 طفلا فيما أعلنت السلطات الرسمية أن 1100 من الجيش والأمن سقطوا في مواجهات مع "جماعات إرهابية".