يعاني وفاق سطيف، مع بداية الموسم الجاري، أزمة متعددة الأوجه، نتيجة نقص الأموال وتداخل الصلاحيات بين رئيس مجلس الإدارة ورئيس النادي الهاوي، إلى جانب غياب الاستقرار على مستوى الطاقم الفني، بعد استقالة المدرب الفرنسي كاستيلان واستخلافه بالمدرب السويسري ألان غيغر. انعكست المشاكل على نتائج الفريق، حيث لم تتمكن العناصر المستقدمة هذا الموسم من فرض نفسها، ولم يتمكن الفريق من حصد سوى ست نقاط في خمس جولات. عرفت تشكيلة الوفاق، مع نهاية الموسم الفارط، هجرة ألمع عناصرها، وكانت تشكل منتخبا محليا يدافع عن ألوان فريق ''عين الفوارة''، بسبب عدم قدرة الإدارة على تحمل المزيد من المصاريف المالية على اللاعبين، حيث يصل ما يجنيه أقلهم دخلا إلى ملياري سنتيم خلال الموسم، وهو ما أغرق الفريق في ديون طائلة، كما أن النجوم الذين مكثوا في الفريق لأزيد من ثلاثة مواسم لم يعد باستطاعتهم منح الإضافة اللازمة واللعب بكل قدراتهم البدنية والفنية، بعد أن وصلوا إلى درجة التشبع، وشهد الوفاق تمرد العديد من الأسماء التي أصبحت تغيب عن التدريبات والمباريات الرسمية، مستغلين ازدواجية الخطاب الذي لمسوه بين رئيس النادي ورئيس مجلس الإدارة، بدليل أن العديد من القرارات الانضباطية تم تجميدها لكونها لم تلق الإجماع بين الرجلين القويين في الفريق سرار وحمّار. كما أثارت قضية استخلاف المدرب المستقيل كاستيلان جدلا، بعد أن اختلف المكتب المسير على ثلاثة أسماء وهي زكري، غيغر والإيطالي أنريكو فابرو، وانتهت بانسحاب العضو الفاعل في الفريق، رشيد صالحي الذي لم يهضم الطريقة التي تم من خلالها إلغاء الاتفاق الذي توصل إليه مع المدرب زكري الفريق. وقد حاول البعض استعمال قضية تعيين اللاعب السابق يسعد بورحلي كمدير رياضي للفريق، ورقة يضغط بها كل طرف على الطرف الآخر. وواجهت انتدابات الفريق للموسم الجاري انتقادات كبيرة، حيث ظهرت الإدارة ولأول مرة عاجزة عن التمييز بين اللاعبين الممتازين والفاشلين، وهو ما تجلى من خلال إقدام إدارة الفريق على تسريح لاعبين تنقلوا مع الفريق إلى تونس من أجل التربص في صورة الطيب، هيمة، مختاري، زروقي، دراس ولبيحي. وتواصلت خيبة أمل الإدارة في الانتدابات، بعد أن تأكدت بأن اللاعبين الغينيين الثلاثة الذين تم استقدامهم لتدعيم الفريق، ليسوا أفضل ممن هم موجودون في التشكيلة الحالية، ليتم تسريح اللاعب لاوسون والتفكير في إعارة أوبانغ الذي لم يشارك زملاءه ولا دقيقة واحدة، فيما منحت الإدارة فرصة للمهاجم أسامواه إلى غاية الميركاتو للدفاع عن أحقيته بمكانة أساسية في الوفاق وهو الذي لم يلعب سوى 37 دقيقة من خمس مباريات، خاضها الفريق قبل الجولة الأخيرة. ورافق الإفلاس الفني الإفلاس التجاري، حيث إن الشركة التي تم تأسيسها قبل 14 شهرا، لم تقم لحد الساعة بأي نشاط تجاري يسمح ولو بتسديد رواتب العمال الذين يشتغلون بها.
رئيس النادي حسان حمّار ل''الخبر'' ''أتعرض لمؤامرة وسرار مسؤول أيضا على الانتدابات'' كشف رئيس وفاق سطيف، حسان حمّار، أن السبّ الذي يتعرض له، بين الحين والآخر، مدبّر، وقال ''هؤلاء لا يسبون حسان حمّار لأنهم يكرهونه لشخصه، بل يسعون لزعزعة استقرار الفريق، لكونهم من هواة الصيد في المياه العكرة، وأنا أقول لهم لماذا لم تتقدموا لقيادة الفريق حينما استقال الرئيس السابق سرار، وبقي الفريق يبحث لأكثر من شهر ونصف عن خليفة له؟''. وواصل حمّار حديثه بالقول: ''أنا لم ألهث لرئاسة الفريق، بل الظروف هي التي دفعتني للإمساك بزمام الأمور بعد أن أصبح الخطر محدقا بالنادي، وهو ما منحني الشجاعة من أجل دخول هذه المغامرة، رغم اقتناعي بخطورتها''. وفي تعليقه على الجمعية العامة العادية التي أسالت الكثير من الحبر، أشار حمّار إلى استعداده التام لعقدها. أما بخصوص الأزمة المالية التي يعيشها الوفاق، فقد أرجعها الرئيس إلى عدم تمكن شركة الوفاق من الوقوف على رجليها، وعزوف المستثمرين وأصحاب الأموال عن شراء الأسهم، رغم كل الضمانات الممنوحة لهم. وأضاف حمّار في هذا الشأن: ''تعلمون أن المستثمرين يفضلون الأندية التي تنتدب النجوم، أما نحن، فقد غيرنا سياستنا هذا الموسم، لكننا نملك لاعبين شبانا سيصبحون نجوما في ظرف موسمين أو ثلاثة''. واعترف محدثنا بغياب سياسة مالية واضحة ومصادر تمويل قارة، ''بل نحاول ترقيع الأمور والبحث عن الحل لكل أزمة تواجهنا''. ونفى حمّار وجود خلاف بينه وبين حكيم سرار، وقال ''لا يوجد أي خلاف بيني وبين سرار، ونتكلم هاتفيا بين الحين والآخر، وربما سرار ابتعد بعض الشيء عن الفريق لانشغاله بمشاكل أخرى''. وبخصوص الانتدابات الفاشلة للموسم الجاري، أوضح حمّار ''صحيح أخطأنا التقدير في العديد من اللاعبين خاصة خلال بداية الموسم، لكوننا أردنا الاعتماد على لاعبين مغمورين لأننا نسعى إلى إعادة بناء الفريق من جديد ونحن نتحمل مسؤولية هذه الأخطاء، لكن الشيء الذي يجب أن يعرفه الجميع هو أنني لست مسؤولا لوحدي على هذه الانتدابات، حيث يبقى سرار مسؤولا أيضا عليها''. وقال حمّار، من جانب آخر، ''لا يمكن لأحد أن يزحزحني عن منصبي كمسؤول أول عن الفريق إلا الجمعية العامة للنادي، وأنا الذي يمكنه إجراء أي تغيير في الشركة، بحكم أن النادي هو صاحب غالبية الأسهم في الشركة. وصحيح أن سرار كان ممثلا لأسهم النادي عندما كان رئيسا للفريق، واستقالته من النادي تعني سقوط هذا التمثيل بصفة آلية. أما بخصوص الاتفاقيات المبرمة بيني وبين مديرية الشباب والرياضة، فأعتقد أن مدير الشباب الرياضة إطار يعرف القوانين وحتى السلطات الولائية مطلعة بشكل جيد على حقيقة الأوضاع ''. سطيف: زهير شارف
سرار يعترف بأن الشركة مفلسة ويصرح ''لو كنت أريد تنحية حمّار لفعلت'' لم يخف رئيس مجلس إدارة الشركة، عبدالحكيم سرار، حالة الإفلاس التي توجد عليها شركة الوفاق، واصفا الوضع بالقول ''مازالت الشركة في نقطة الصفر، فقد مر على تأسيسها 14 شهرا، لم نقم خلال هذه المدة بأي نشاط تجاري أو استثماري''. وبخصوص تداخل الصلاحيات بينه وبين رئيس النادي، قال سرار ''القوانين واضحة ولست أنا من وضعها، فالمسؤول الأول عن فريق الأكابر وفريق أقل من 17 و19 سنة أمام كل الهيئات الرسمية سواء الفاف أو الرابطة المحترفة، هو رئيس مجلس إدارة الشركة. لكن الوضع في الوفاق، مثلما يضيف، هو أن الرئيس حمّار وبحكم أنه كان يشغل منصب رئيس الفرع ومتابعا للفريق، بقيت الأمور تجري على حالها، خاصة أن الشركة ليست لها، في الوقت الراهن، مصادر مالية لتغطية مصاريف الفريق، لتبقى الجمعية الرياضية الهاوية هي من تقوم بذلك، ورئيس النادي الهاوي لا يملك أي صلاحيات في فريق الأكابر وفقا للقوانين. وأنا أعتبر أن حمّار يمارس مهامه دوما كرئيس للفرع''. وفي تعليقه على تركه حمّار لوحده في قيادة الفريق، رد سرار: ''عيِّنت خلال شهر جوان 2010 من طرف الجمعية العامة للنادي الهاوي كممثل وحيد لأسهم النادي في الشركة، وخلال شهر جويلية من نفس السنة تم انتخابي من طرف أعضاء الجمعية العامة للشركة التجارية والرياضية كرئيس لمجلس الإدارة بعد استقالتي من منصب رئيس النادي الهاوي خلال شهر فيفري من هذه السنة، وبقيت مسيرا عاديا. كما أعدنا عقد الجمعية العامة للشركة يوم 29 جوان الفارط، وحضرها رئيس النادي كمساهم في الشركة وتم تجديد الثقة في كرئيس لمجلس إدارة الشركة''. وأصر سرار على أن تخليه عن صلاحياته الحالية في التسيير المباشر للفريق، نابع من شخصيته وتفهمه للوضع ''أصارحكم بالقول إن ابتعادي عن التسيير المباشر نابع من شخصيتي، ووصل الأمر بالنسبة لي إلى حد التفكير في الاستقالة لولا أنني أدرك جيدا بأن هذا القرار سيخلف فراغا قانونيا كبيرا سيزيد من محنة الفريق''. وحول الكلام الكثير الذي يثيره الشارع الرياضي السطايفي وحتى المقربين من سرار وحمّار بوجود خلاف حاد بين الرجلين من أجل زعامة الفريق، في ضوء الحديث عن اتهام بالتسبب في تساهل الوفاق أمام أولمبي الشلف، قال سرار ''لست أنا من يسعى لخسارة فريقه مهما كان الأمر، سواء أكنت داخل المكتب المسير أو بعيدا عنه. ثم أنا لست بحاجة لهذا العمل المشين، وإذا أردت تنحية حمّار، فكل القوانين في صالحي، وإذا أردت أن أوقف حمّار عن شؤون تسيير الفريق فسيكون لي ذلك ولو ربح الفريق عشر مباريات متتالية، لأنه كما أوضحت فإن القوانين هي التي تحدد الصلاحيات ولست أنا من يقول ذلك، وبالتالي لا داعي لوجود الإشاعات المغرضة''.
سرار يعلق على القضايا العالقة
* اللاعب الفرنسي إيدونغار: ''الجميع يجهل أن هذا اللاعب حكم علينا من طرف الفيفا بتعويضه بمبلغ 80 ألف أورو، ويجب علينا دفع هذا المبلغ في أسرع وقت وإلا فإن الهيئة الدولية قد تتخذ في حقنا عقوبات كبيرة''. * حاج عيسى وشاوشي: ''هذه القضية أحيلت، كما هو معلوم، على لجنة المنازعات التابعة للفيفا، وقدمنا للاتحادية الدولية ملفا مدعما بكل الحقائق، ونطالب بتعويضات مالية من اللاعبين''. * البوركينابي كوامي: ارتكبنا خطأ فادحا فيما يخص هذا اللاعب رغم خبرتنا في الميدان، وكان من الأجدر عدم منح تسبيق لهذا اللاعب دون معرفة وضعيته الحقيقية، لكن ما أقوله هو أن ال27 ألف أورو خرجت فعلا من خزينة الوفاق''. * المدرب ديلاكاسا: ''هذا المدرب لا يملك أية حقوق على الوفاق سوى راتبين شهريين نظير العمل الذي أنجزه في الفريق، وهو قام بتقديم شهادات طبية من إيطاليا وكان جدير به أن يخضع إلى فحص طبيب الفريق أولا، وبالتالي لا نخشى من استعانة هذا المدرب بأية هيئة أراد''. * المدرب نور الدين زكري: ''صرح هذا المدرب أن لديه الثقة الكافية في العدالة الجزائرية، ونحن كذلك، فإن كان له حق سيأخذه وإن كان معنا الحق فسنمنحه أجر ما عمله معنا وفقط''. * رشيد بلحوت: ''هذا المدرب يطلب أجرة سنة كاملة، ولم يعمل مع الفريق سوى شهرين ونحن مستعدون لمنحه أجرة شهرين''. * علي مشيش: ''كل المدربين مازالت لهم علينا ديون وحتى بوزيد شنيتي يدين للفريق، لكن مشيش هو صديق أكثر منه مجرد مدرب للفريق''. * طلب بلعياط شراء الفريق: ''التقيت ببلعياط وتحدثنا عن هذا الأمر ولمست منه إرادة حقيقية لشراء غالبية أسهم النادي، وأنا أرحب بهذه الفكرة لأنني مؤمن بأن مستقبل الفريق في بيعه''. * المستثمرون الأتراك والإيطاليون: ''هذه حقيقة، وقد التقيت بممثلين عن الشركتين التركية والإيطالية، وقد عرضت عليهم ممتلكات الفريق وتاريخه. ويمثل هؤلاء شركتين، اثنتان إيطاليتان والثالثة تركية.''
الحسناوي بلعياط يصرح ''مستعد لشراء الأسهم مقابل 30 مليارا'' أكد المستثمر الحسناوي بلعياط، الذي سبق أن شغل عدة مناصب في المكتب المسير للوفاق، أنه مستعد لشراء غالبية أسهم وفاق سطيف، وقال ''صرفت على الفريق ما يقارب ملياري سنتيم عندما كلفت بمرافقة الوفاق في كأس الكاف والآن أريد فعلا شراء غالبية أسهم الوفاق، ليس من باب المزايدات الإعلامية''. وقد ربط المستثمر التزامه بشراء أسهم الوفاق، بحصوله على تقرير الحصيلة المالية للفريق، وهو ما ترفضه إدارة الوفاق. وأعلن بلعياط استعداده لشراء 600 ألف سهم مقابل 30 مليار سنتيم.