يبدو أن حمى تغيير المدربين في الجزائر خلال عام 2010 مع دخول عالم الاحتراف انخفضت، لذلك عرفت الظاهرة تراجعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة، سواء في حالات الإقالات أو الاستقالات اتحاد عنابة يتراجع عن رقمه القياسي في إقالات المدربين إذا عدنا قليلا إلى الوراء، نتذكر واقع إدارة اتحاد عنابة مع المدربين، وقضية الإقالات والاستقالات التي وصلت إلى حد طرح التساؤلات. لأن تعاقب 5 مدربين على فريق خلال موسم واحد، يعتبر غريبا جدا، إلا أنه شتان بين العام الماضي، وهذه السنة التي أنهتها بونة بأمان. فلم نشهد سوى تغييرين فقط على مستوى العارضة الفنية للاتحاد، لأن المدرب عبد القادر عمراني وبفضل معرفته الخاصة ببيت الاتحاد، تمكن من كسب الرهان، وبقي قرابة السنة على رأس الاتحاد، قبل أن يغادر بسبب النتائج السلبية، كونه لم يفلح في الانطلاقة، ليجد نفسه مضطرا لترك المكان لمدرب آخر، ومثلما كان متوقعا غادر عمراني وخلفه المدرب مصطفى بسكري الذي سجل بداية موفقة، أعاد على إثرها نغمة الانتصار لمدرجات ملعب 19 ماي. زكري يترك بصمته في وفاق سطيف وسوليناس ينسي السطايفية فيه ويغادر الوفاق السطايفي مثلا بطل الجزائر في موسم 2009، وصاحب الكأس في عام 2010، اقترن اسمه بالمدرب نور الدين زكري، الذي قاده لأشهر عديدة ونال معه ثلاثة ألقاب منذ توليه تدريب النسر الأسود قبل نهاية 2009، إثر تتويجه بآخر لقب، ويتمثل في كأس السوبر لاتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم إثر تغلبه على ضيفه النادي الصفاقسي التونسي بهدف دون رد، قبل أن تأتي لحظة الفراق، إثر توتر العلاقة بين المدرب ومسؤولي الوفاق عند نهاية الموسم الماضي وزادت حدتها بسبب التصريحات النارية للمدرب السطايفي، وكذا الشروط التعجيزية التي طلبها زكري، إلا أن ظهور الكحلة بوجه سيئ في منافسات رابطة أبطال إفريقيا عجل برحيله، ليخلفه مساعده السابق الإيطالي جياني سوليناس، الذي وفق في مهامه إلى حد بعيد، وتمكن من حصد لقب كأس اتحاد شمال إفريقيا على حساب النصر الليبي، قبل أن يعلن الآخر استقالته. لينهي الوفاق عام 2010 دون مدرب، حيث ينتظر أن يفصل في أمره مع حلول عام 2011، كونه قد دخل في اتصالات مع العديد من المدربين، بداية بمدرب منتخب زامبيا الفرنسي هيرفي رونار والمدرب الجزائري صايب، وكذا المدرب جون تيسان، الذي سبق له أن أشرف على تدريب العميد. إنقاذ أهلي البرج بات مهمة مستحيلة أمام أي مدرب كان عام 2010 كله مشاكل ومتاعب بالنسبة لفريق أهلي برج بوعريريج، فحالة عدم الاستقرار أثرت على نتائج الفريق، حتى أنه كاد يسقط لولا تحركه في الوقت المناسب، فالمشاكل المادية والإدارية ألقت بظلالها على أداء الفريق، الذي يقبع في مؤخرة الترتيب حاليا. فبعد فشل خزار في المهمة، جاء المدرب مواسة، الذي عمر على رأس فريق عاصمة البيبان مقارنة بسابقه، وقاده إلى بر الأمان، بعدما كان مهددا بالنزول، لكن بداية الموسم الجاري لم تكن موفقة، حيث اصطدم الفريق البرايجي بجملة من المشاكل، كانت نتيجتها تخبطه في النتائج السلبية سواء داخل الديار أو خارجها. وهو ما أدى إلى إقالة مواسة، فكانت الهزيمة أمام الخروب في ملعب 20 أوت آخر مباراة له. ليعين المدرب سعيد بلقاسم محله على رأس العارضة الفنية للأهلي مؤقتا، في انتظار الفصل النهائي في قضية استقدام مدرب جديد للبرج. ثلاثة مدربين تداولوا على تدريب العلمة يعد فريق مولودية العلمة من الفرق التي شهدت نوعا من حالة اللااستقرار للمدربين، فبعد رحيل رشيد بلحوت نهاية عام 2009، دخل الفريق الثاني لولاية سطيف في مشاكل مع المدربين، بسبب النتائج السلبية. فالبداية كانت بالمدرب الفرنسي كريستيان كاستيلان، الذي لم يوفق في مهمته، لتحال المهمة بعدها للمدرب خزار، قبل أن يخلفه، بداية الموسم الحالي، المغترب حكيم مالك، إلا أن الأخير لم ينجح هو الآخر في تحقيق أهداف المولودية، ليأتي دوره في الإقالة، ليأتي دور المدرب عبد الرحمان بيرة، الذي أخذ على عاتقه مهمة الإشراف على تدريب الفريق العلمي قبل مدة وجيزة من الآن. عساس فشل بعد مواسة، بوعلي يمكث 48 ساعة ويعيش في مهمة لإنقاذ البليديين اتحاد البليدة يتخبط هو الآخر منذ الموسم الماضي وإلى غاية الموسم الحالي، في مشاكل لا تحصى ولا تعد، أبرزها معاناته من النتائج السلبية، والتي كانت سببا في تعاقب المدربين. فالبداية بالمدرب كمال مواسة، الذي يملك معرفة خاصة فريق مدينة الورود، إلا أن مصيره كان الرحيل. ليأتي دور المدرب الشاب مختار عساس، الذي بدأ الموسم على رأس الاتحاد، إلا أنه لم يوفق في إعادة الفريق إلى الواجهة، واكتفى بالتخبط مع فريقه في مؤخرة الترتيب، لتتم إقالته وانتداب المدرب فؤاد بوعلي، الذي سجل رقما قياسيا في مدة إشرافه على الاتحاد. حيث لم يمكث سوى لساعات قليلة، قبل أن يقرر الاستقالة لأسباب تتعلق بالتدخل في شؤونه كمدرب. هذا قبل تعيين المدرب عبد القادر يعيش، الذي يشرف حاليا على تدريب فريق مدينة الورود. غاموندي ينسي البلوزداديين في حنكوش قام فريق شباب بلوزداد بانتداب عديد المدربين، انتهت بتعيين مدرب أجنبي ويتعلق الأمر بالأرجنتيني ميغال غاموندي، الذي حقق مشوارا جيدا لحد الآن، منذ استلامه قيادة الفريق البلوزدادي بداية هذا الموسم بعد خلافته للمدرب محمد حنكوش، الذي كان قد أقيل وخلفه يعيش بعدها، ليتم الاستنجاد به مجددا، قبل أن يتحول مسيرو بلوزداد للتفكير في انتداب مدرب أجنبي، حيث وقع اختيارهم على غاموندي الذي أبان مستوى جيد لحد الآن، رغم التذبذب الذي عرفه فريق لعقيبة مؤخرا. شارف يكسب الرهان ويحافظ على الاستقرار في بيت الحراش وفيما يخص الفرق التي لم تغير سوى مدرب واحد أو مدربين طوال سنة 2010، فنحصي أندية اتحاد الحراش، الفريق الذي سجل رقما قياسيا، بسبب حفاظه على المدرب شارف، لأنه بقي في الحراش لمدة أطول بحكم معرفته الخاصة لكل صغيرة وكبيرة في الفريق العاصمي، كما نجد علاقة مشابهة لحالة اتحاد الحراش، في فريق شبيبة بجاية الذي ارتبط باسم المدرب والدولي الجزائري السابق جمال مناد، بعد أن خلف المدرب الفرنسي جون إيف شاي نهاية العام الماضي، حيث تمكن من إنهاء موسمه في مركز مشرف، ليسجل انطلاقة قوية هذا الموسم، بالرغم من تراجع الفريق في الآونة الأخيرة، وعلى العموم يمكن اعتبار فريق مدينة يما ڤورايا من الفرق التي عرفت استقرارا على مستوى العارضة الفنية. سعدي خرج من الباب الضيق لسوسطارة وتبيب هو الحل الوحيد للخروب المدرب نور الدين سعدي الذي عمر على رأس العارضة الفنية لفريق اتحاد العاصمة، تمت إقالته من طرف رئيس نادي سوسطارة الجديد علي حداد، بسبب سوء النتائج المسجلة مع بداية هذا الموسم. ليتكفل مساعده مخازني بالإشراف على تدريب الاتحاد، إلى حين اختيار مدرب كبير لمواصلة الطريق وإعادة الفريق إلى الواجهة. أما بشأن جمعية الخروب فيواصل من جهته المدرب تبيب قيادته لهذا الفريق، حيث يمكن القول أنه حافظ على استقراره بعد خلافته للمدرب السابق للفريق عز الدين آيت جودي. مسلسل بوعلي ووداد تلمسان ينتهي، حنكوش يفشل وعمراني آخر حل لا ننسى أيضا سر تعلق وداد تلمسان بمدربه فؤاد بوعلي طوال السنوات الماضية، لكن جاءت لحظة الفراق، بداية الموسم الحالي، حيث شهدنا طلاقا بين الوداد وابنه، لتتم خلافته بالمدرب محمد حنكوش، لكن الأخير لم يصمد طويلا، ليأتي دوره في الإقالة، حيث تم تعيين المدرب عبد القادر عمراني الذي يزاول مهمته حاليا على رأس فريق الزيانيين. ألان ميشال... علاقة حب غريبة مع العميد مولودية الجزائر هو الفريق الذي بقي وفيا لمدربه الفرنسي ألان ميشال. فبعد قرار الأخير تغيير الأجواء منتصف الموسم الماضي، والالتحاق بنادي الشمال القطري، حيث تمت خلافته بمواطنه براتشي. عاد مسيرو المولودية مجددا واتصلوا بميشال، الذي لم يخيب وعاد إلى بيته السابق، علما أنه كان وراء نجاح أبناء باب الوادي، الذين ظفروا بلقب الموسم الماضي، حيث بدأ العميد هذا الموسم تحت قيادته، إلا أن النتائج لم تكن كسابقتها، باستثناء المشوار الجيد الذي قدمته المولودية في مسابقة اتحاد شمال إفريقيا. إلا أن الحديث عن رحيله بات شائعا في محيط الشناوة. غيغر ترك بصمته في الكناري وبلحوت يعود إلى الجزائر شبيبة القبائل شهد هو الآخر استقرارا على مستوى الطاقم الفني، فبعد إقالة المدرب الفرنسي كريستيان لانغ نهاية سنة 2009، تم انتداب المدرب السويسري، الذي أدى موسما حسنا على رأس الكناري، وقاد أبناء جرجرة إلى نصف نهائي بطولة رابطة أبطال إفريقيا، بعد مشوار جيد قدمه الكناري في المسابقة، قبل أن يودع استقالته في الأيام القليلة الماضية، ليحل محله المدرب الجزائري رشيد بلحوت قادما من تجربة خاضها في تونس.