جدل حول إلقاء القبض على عبد الله السنوسي خرج محتجون في بنغازي واجدابيا في مظاهرات ضد تشكيلة الحكومة الانتقالية التي أعلن عنها رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب مساء أول أمس، واعتبر المحتجون أنهم لم يمثلوا في الوزارات المهمة، معتبرين ذلك تهميشا للمنطقة الشرقية التي كانت سباقة في إعلان الثورة على نظام معمر القذافي. ذكرت تقارير إخبارية ليبية أن مظاهرة خرجت أمام فندق تبستي في بنغازي ''أعلن منظموها رفضهم لحكومة عبد الرحيم الكيب بسبب تهميش بنغازي وعدم حصولها على وزارات سيادية فيها''. مطالبين في الوقت نفسه بإدخال ''تعديلات على بعض الوزارات'' واعتبروا أن هذه الحكومة مستوردة من الخارج. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن المحتجين أبدوا رفضهم منح وزارتي الدفاع والداخلية لشخصيتين تنحدران من منطقة جغرافية واحدة، ويذكر أن وزارة الدفاع أسندت لأسامة الجويلي، وهو رئيس المجلس العسكري لمدينة الزنتان، والداخلية لفوزي عبد العالي الذي كان عضوا بالمجلس الوطني الانتقالي عن مدينة مصراتة. وأبدى المتظاهرون مخاوفهم من تهميش المنطقة الشرقية وتمركز جميع القطاعات الحيوية في مدينة طرابلس، مؤكدين أن ذلك كان من أسباب ثورتهم التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي. ويشار إلى أن مدينة بنغازي أسندت لها خمس وزارات من أصل ست وعشرين وزارة، وستة وكلاء وزارات، ووكيلين مساعدين لوزارتين. وفي مدينة اجدابيا أيضا بشرق ليبيا اعتصم مواطنون في ساحة بوسط المدينة للتعبير عن رفضهم لسياسية التهميش من قبل المجلس الانتقالي على غرار ما حصل لهم مع النظام السابق. من جهتهم عبر أمازيغ ليبيا عن رفضهم لتشكيلة الحكومة، وعبروا عن رفض إقصائهم من تولي الوزارات السيادية، وطلب التجمع الأمازيغي في بيان له من الليبيين والأمازيغ وقف تعاونهم المجلس النتقالي والحكومة الانتقالية. وبخصوص موضوع محاكمة سيف الإسلام القذافي، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، عن قبوله بمحاكمة سيف الإسلام القذافي في ليبيا وعدم تسليمه إلى المحكمة في لاهاي. وقال أوكامبو خلال مؤتمر صحفي في طرابلس أمس إن ''ليبيا تملك الحق في محاكمة سيف الإسلام، إذا كانت تستطيع ذلك''، مشددا في نفس الوقت على ضرورة توفير مقومات محاكمة عادلة لنجل العقيد الراحل معمر القذافي، وأن لا يحجب سير المحاكمة عن القضاء الدولي. وأوضح ''حسب أنظمتنا، فإن الأولوية هي للقضاء الوطني، وإذا طبقوا الإجراءات الصحيحة فإننا لا نتدخل''. وفي السياق، أعلن متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن موفدين من اللجنة تمكنا أول أمس من لقاء سيف الإسلام القذافي في مكان احتجازه بمدينة الزنتان. وقال ستيفن اندرسون لوكالة الأنباء الفرنسية إن اللقاء استمر ساعة أو ساعتين، فيما أوضح في برقية منفصلة أن الزيارة تمت وفق الآليات التقليدية للجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن سيف الإسلام الذي اعتقل السبت بدا في صحة جيدة. في حين عبر أوكامبو عن اعتقده بأن عبد الله السنوسي رئيس جهاز المخابرات في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لم يعتقل. فيما أكد وزير العدل السابق، العلاقي، بأنه لا يستطيع تأكيد أو نفي خبر اعتقال السنوسي. وكان مسؤولون بالمجلس الوطني الانتقالي قد قالوا يوم الأحد الماضي إن السنوسي اعتقل في اليوم التالي لاعتقال سيف الإسلام نجل القذافي، في نفس المنطقة الصحراوية بجنوب البلاد.
