كشفت إحصائيات رسمية عن تنامٍ رهيب لظاهرة العنف المدرسي في الجزائر، بلغت في مجموعها 25 ألف حالة خلال السنة الماضية. وأفادت دراسة قامت بها وزارة التربية الوطنية بتعدد أشكال العنف المدرسي وتأثر المؤسسات التربوية بالمحيط الاجتماعي وبالظواهر الإجرامية التي انتشرت بشكل غير مسبوق في الجزائر. كشف وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، عن وضع برنامج يستهدف محاربة العنف المدرسي. واعترف الوزير، خلال رده على سؤال شفوي في مجلس الأمة، أمس، أن ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية باتت حالة مقلقة تفرض سلسلة من الإجراءات الرادعة. وحسب الإحصائيات التي قدمها وزير التربية، فإن السنة الدراسية 2010 2011 شهدت 3543 حالة عنف بين تلاميذ الابتدائي وأكثر من 13 ألف حالة عنف في الطور المتوسط، وأكثر من ثلاثة آلاف حالة في التعليم الثانوي. وتكشف الإحصائيات، خلال نفس السنة الدراسية، عن وجود 201 حالة عنف من قبل تلاميذ الابتدائي ضد المعلمين والفريق التربوي ، و2899 حالة عنف في المتوسط ضد الأساتذة، فيما تعرض 1455 أستاذ للعنف من قبل طلبة الثانوي. ولاحظت الدراسة أن العنف في الاتجاه المعاكس، أي من قبل الأساتذة ضد التلاميذ محدود، إذ تم تسجيل 1942 حالة عنف ضد التلاميذ في الأطوار الثلاثة، وكشفت الدراسة عن تسجيل 521 حالة عنف بين الأساتذة أنفسهم. واعتبر الوزير بن بوزيد أن الظروف الأمنية وشبكات الإجرام وترويج المخدرات في الأحياء المحيطة بالمؤسسات التربوية، شجعت على تزايد ظاهرة العنف، نافيا أن تكون المواد التي تمنع الأساتذة من العقاب البدني واللفظي ضد التلاميذ قد تسببت في تزايد ظاهرة العنف المدرسي. وفي سياق آخر أكد وزير التربية على حرص الجزائر على تعليم أبناء الجالية الجزائرية في الخارج الثقافة الأصلية والوطنية، وأكد أن 720 تلميذ يدرسون في المدرسة الجزائرية في فرنسا، مشيرا إلى أنه سيتم فتح فروع لها في ليون ومرسيليا. وأكد أن نسبة الأساتذة والمعلمين الحاصلين على شهادة ليسانس في قطاع التربية، سيصل إلى 98 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة. من جانبه أكد وزير التكوين المهني، الهادي خالدي، خلال نفس الجلسة، على ضرورة مساهمة البلديات في عمليات تحسيس الشباب بالتكوين المهني.