لقي 4 أشخاص حتفهم، خلال ال48 ساعة الماضية، بعد أن جرفت مياه الأمطار اثنين منهم في وهران وتيزي وزو، والثالث قتل إثر انهيار جدار فوقه بتيبازة، والرابع متأثر بالبرد القارس، فيما غرق 55 منزلا في المياه في كل من تلمسانوسكيكدة وفالمة. أفاد مسؤول خلية الإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية الرائد عاشور فاروق، أمس، بأن عدد التدخلات التي أحصتها مصالحهم بلغت حدودا قياسية، حيث قدرت ب 1728 تدخلا عبر الوطن، أغلبها يتعلق بالاضطرابات الجوية وانتشال الجثث وامتصاص مياه الأمطار من السكنات وإنقاذ الغرقى. وأضاف المتحدث في تصريح ل''الخبر'' بأنه ''تم انتشال جثة شيخ يبلغ من العمر 70 عاما، من دون هوية، لقي حتفه في سد قاوس بتيزي وزو''. كما تم ''انتشال جثة شاب يبلغ من العمر 24 عاما، بعد أن جرفته مياه الأمطار من أعالي مقرة بلدية سيدي شحمي بدائرة السانية''. وأضاف بأن جثتي الضحيتين تم نقلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تيزي وزو ووهران. وفي تيبازة تسببت الانهيارات الأرضية التي مست مشروع بناء مستشفى الأمراض العقلية ببلدية الناظور، في مقتل عامل بناء، يبلغ من العمر 40 سنة وأب لطفلين، كان بصدد التحضير لتشييد جدار إسناد بالجهة الجنوبية للمستشفى. وقالت مصادر محلية إن الضحية كان في عمق خندق تم حفره خصيصا لحماية المستشفى من انهيارات، ونظرا للوضعية الهشة التي كانت عليها أكوام التراب التي تحيط بالمشروع، فقد انهارت أطنان من التربة على العامل وغمرته كليا في موقعه، ولم يتم انتشاله إلا باستعمال جرافة، وبعد ساعتين كاملتين من محاولات إنقاذه، إلا أنه فارق الحياة بمصلحة الاستعجالات الطبية بعيادة مروان بوريش في تيبازة، متأثرا بأضرار بليغة في الصدر والرأس. وببلدية الداموس غربا، نجت العديد من العائلات بعدما سجل انهيار شبه كلي للجدار الواقي من انزلاق التربة بالسكنات الاجتماعية في حي الشهداء، جراء تساقط كميات معتبرة من مياه الأمطار طيلة الأيام الماضية، حيث تنقلت عناصر الحماية المدنية إلى قلب الحي دون أن تسجل خسائر بشرية أو إصابات، فيما استغل السكان الفرصة للمطالبة بالقيام بالإجراءات العاجلة لحماية أرواحهم وإعادة بناء الجدار وفقا لتقنيات عصرية مقاومة للانهيارات. وفي القليعة استقبلت ليلة أول أمس، مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحكيم ''يحي فارس ''بالقليعة جثة هامدة من جنس ذكر مجهولة الهوية، يتراوح عمرها بين 40 و50 سنة، تم العثور عليها من طرف عناصر فرقة الدرك الوطني بالقليعة، وذلك بالمنطقة الصناعية طريق بوفاريك في إحدى البنايات التي هي في طور الإنجاز بمحاذاة شركة ''بال'' القليعة ملقاة على الأرض، وتفيد المعلومات الأولية بأن الجثة سليمة من آثار الضرب أو الاعتداء، حيث يرجح أن يكون الضحية مختلا عقليا وتوفي بسبب البرد، وفتحت مصالح الدرك تحقيقا في أسباب الوفاة. من جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة التي فاقت نسبتها حدود 100 ملم، في تسرب مياه الأمطار إلى 55 منزلا، منها 45 منزلا بمختلف بلديات تلمسان، وبني بشير في سكيكدة. وفي ولاية تلمسان تم إنقاذ عائلات من الموت بعد ظهور تشققات في 3 منازل بحي نجمة بالمنصورة، وخطر انهيار منزل بحي اليقظة. كما سجل انهيار جزئي في عدة منازل بكل من وهران وبومرداس. وتم الإبقاء على وحدات الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى بشرق الوطن، خصوصا مع انتقال الاضطراب الجوي إلى ولايات كالطارف وسكيكدة. من جهة أخرى، أفادت نشرية خاصة صادرة عن مصلحة التنبؤات بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، بأن عودة الأمطار والاضطراب الجوي ستكون بداية من الأسبوع القادم يخص المناطق الساحلية للوطن، وتتراوح نسبة التساقط بين 50 و70 ملم.