تجاوزت أسعار اللحوم الحمراء لدى الجزارين بولاية الجلفة خاصة بعاصمة الولاية ألف دينار للكيلو غرام الواحد بالنسبة للحم الخروف. وهي المرة الأولى التي يصل فيها السعر إلى هذا السقف، بسبب غلاء الماشية التي ارتفعت أسعارها بعد عيد الأضحى. لم يكن لحم الخروف يتجاوز 800 دينار للكيلو غرام الواحد بعاصمة الولاية، وفي أغلى محلاتها وفي شهر رمضان المعظم حيث ترتفع الأسعار ويكثر الإقبال على اللحوم. ولم يكن الشارع الجلفاوي يسجل ارتفاع اللحوم الحمراء من بعد عيد الأضحى، بل كان يسجل الانخفاض والتراجع في أسعار الماشية، ووصل سعر اللحوم إلى 800 دينار بالنسبة للخروف قبيل العيد بأيام، ووصل سعر الكيلو غرام من لحم الشاة 650 دينار، ولم يتجاوز عتبة 600 دينار في لحم الماعز، بل وكان أقل من هذه الأسعار في بلديات كثيرة، غير أن عيد الأضحى المنصرم وبمجرد مرور ثلاثة أيام، تفاجأ المواطنون والزبائن بأسعار خيالية في اللحوم تجاوزت ألف دينار في الضأن ولم ينزل الماعز تحت 750 دينارا، وهو ما طرح علامات استفهام. وحاولنا معرفة الأسباب، فكانت البداية من الجزارين الذين سجلوا الغلاء الفاحش في الأسواق حيث وصل الخروف الذي لا يتجاوز وزنه 12 كلغ إلى 16000 دينار، أما الشاة فتجاوز سعرها 22 ألف دينار، والجدي الصغير من الماعز لا يقل عن 8000 دينار، واشتكى الجزارون من الخسائر التي نزلت بهم جراء هذا الغلاء، ويرى أحدهم بأن اللحم من المفروض أن يبيعه الجزار ب1500 دينار للكلغ الواحد كي يحافظ على أرباحه، والجميع يرجع سبب الغلاء للتهريب، حيث أصبح التجار يأتون من المدن الشرقية فيشترون الماشية بالأسعار التي يحددها التاجر أو الموال، وهم بدورهم يمضون بها إلى الحدود مع تونس وليبيا مستغلين الأوضاع الحالية. و أضاف الجزارون الذين اقتربت ''الخبر'' منهم، بأن الأمطار الأخيرة التي عرفتها المنطقة أعادت الأمل للموالين، وهو ما يجعلهم يتمسكون بالشراء أكثر من البيع للكسب وتنمية الثروة الحيوانية، فقل العرض وازداد الطلب حتى تجاوز سعر الشاة ومعها خروفها الصغير 33 ألف دينار، ويضاف إلى ذلك نقص الثروة بعد عيد الأضحى، وعودة الحجاج، ليبقى عامل التهريب أساسيا في الغلاء اليوم، وقد يكون أساسيا في القضاء على ثروة الماشية غدا.