تشهد بورصة أسعار اللحوم ارتفاعا جنونيا، وهو ما لمسناه بمحلات القصابة التي تعرض الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف الطازج في حدود 700 دينار، وهو رقم مرشح للارتفاع في الأيام القادمة، في حين فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 380 دينار. لمعرفة أسباب ارتفاع أسعار اللحوم خاصة الحمراء منها، ارتأت “الفجر” أن تستقصي الوضع من مصدره الرئيسي ونقصد بذلك أسواق الماشية، حيث قادتنا جولتنا نحو أكبر سوق بالنعامة وهو سوق المواشي ببلدية المشرية، وعاينا عن قرب أسعار الماشية وأسباب هذا الارتفاع. ويقول أحد الموالين بأن سوق الماشية لا يخضع لأي قانون بل تتحكم فيه عوامل مختلفة، من أهمها أسعار الأعلاف التي أدى ارتفاعها إلى ارتفاع أسعار الماشية، إلى جانب نقص تساقط الأمطار في الفترة الأخيرة، مضيفا بأن سعر القنطار الواحد من الشعير أصبح يفوق 2800 دينار، في حين يقدر سعر القنطار من النخالة 1500 دينار. واللافت للانتباه أن أسواق الماشية بالنعامة أصبحت مرتعا للسمسرة والمضاربة، وبات الغلاء على كل لسان مرتاديها. ولم يعد يقتصر الأمر على عيد الأضحى فقط، بل صارت الظاهرة سائدة طوال السنة، بفعل عدم وجود قوانين أو نظم تحكم مثل هذه الأسواق. فبورصة أسعار المواشي أصبحت لا تقلّ عن 20 ألف دينار للخروف العادي، أما الخروف الجيد فلا يقل ثمنه عن 25 ألف دينار، ليصل عند أجود الكباش من 28 ألف دينار إلى 30 ألف دينار، وقد يزيد عن ذلك. وبعملية حسابية بسيطة نجد أن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم يتجاوز 700 دينار، وهو ما يعادل الراتب اليومي الذي يتقاضاه الموظف البسيط. وبدورها تعرف أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 380 دينارا، في حين بلغ سعرها لدى المربين 350 دينارا. وعن أسباب هذا الارتفاع تحدث المربون عن عراقيل وصعوبات جمة تقف حجرة عثرة في سبيل تطوير الإنتاج والرفع من المردودية، وهي تعود بالأساس إلى ارتفاع التكلفة الغذائية لمادة أعلاف الدواجن وندرتها والتي قفزت، حسب تأكيداتهم، من 2800 دينار للقنطار الواحد قبل سنتين، لتصل في حدود 3500 دينار للقنطار هذه الأيام.