شب، صباح أمس، حريق بمنزل في حي الدهاليز الثلاثة بالحراش في العاصمة، أدى إلى تفحم صبيين بعد أن حاصرتهما ألسنة اللهب، في وقت كان الأبوان خارج المنزل. حسب شهادات الجيران، فإنهم تفاجأوا في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بتصاعد دخان كثيف من البيت، وكانوا يسمعون أثناءها صراخ الصبيين، وعندها حاولوا كسر الباب الرئيسي، إلا أنهم لم يستطيعوا بسبب قوة ألسنة اللهب، ما أجبرهم على تهديم الجدار، وعندها همّ الوالد بالدخول، وما هي إلا لحظات حتى خرج حاملا معه ابنته ذات السنتين والنصف والتي بدت متفحمة، ومن هول الصدمة سقط الوالد مغشى عليه ليتم نقله إلى مستشفى سليم زميرلي، أما الصبي الثاني فقد تكفل عناصر الحماية المدنية بإخراجه، وقد بدا في حالة تفحم كلي. واستطاعت ''الخبر''، أمس، أثناء وجودها بعين المكان معرفة هوية الضحيتين، وهما (ع. محمد فاروق) من مواليد أكتوبر ,2007 و(ع. فاطمة الزهراء) من مواليد أفريل .2009 وقال الجيران ل''الخبر'' إن العائلة المفجوعة فقيرة وقد أجّرت مستودعا تابعا للبيت المذكور وهو يفتقد لأدنى شروط الحياة. وقبل وقوع الحادث في الصباح، ذهب الأب، الذي يشتغل مساعد بناء، إلى عمله، بينما قامت الأم بنقل ابنتها الكبرى ''خولة'' 6 سنوات إلى المستشفى، تاركة محمد فاروق وفاطمة الزهراء بمفردهما. وقال شهود عيان إن الحريق كان بسبب سقوط جهاز التدفئة الكهربائية على الفراش، في وقت قال آخرون إن السبب يعود إلى شرارة كهربائية. وصب الجيران غضبهم على مصالح الحماية المدنية التي اتهموها بالتأخر، وقال أحد السكان ل''الخبر'': ''مقر الحماية المدنية لا يبعد سوى ب400 متر عن الحي، وقد حاولنا الاتصال بهم إلا أنهم لا يجيبون، ما أجبرنا على الذهاب إليهم بواسطة سيارة لإحضارهم''. وفي مشهد تقشعر له الأبدان، حضرت أم الضحيتين بعد سماعها بالحادث، وكانت في مشهد مؤثر تسأل عن طفليها، ليتم نقلها إلى المستشفى بعد إصابتها بنوع من الهستيريا. وفي حديث مقتضب ل''الخبر''، قال والد الضحيتين بعد خروجه من المستشفى: ''يا ليتني احترقت أنا ولم يحترق أطفالي''.