اختُطف دركي موريتاني من داخل ثكنة عسكرية من قبل مسلحين ملثمين، مساء أول أمس، في قرية ''عدل بكرو''. وقالت مصادر موريتانية إن المسلحين، وعددهم سبعة، استولوا على كافة الأسلحة والذخيرة الموجودة في الثكنة وأقدموا على إعطاب إطارات سيارة للدرك كانت متوقفة في الثكنة لمنعها من الملاحقة. ونسبت مصادر أمنية في موريتانيا، العملية إلى الفرع الصحراوي ''للقاعدة''، حيث استهدفت دركيا يحمل الرتبة الرابعة، وذكرت وكالة موريتانيا للأنباء (المستقلة)، أن المسلحين أطلقوا صيحات التكبير أثناء الهجوم وهتفوا بهتافات تمجد تنظيم ''القاعدة''، وسط إطلاق للأعيرة النارية في الهواء قبل أن ينسحبوا بسرعة، لكن العملية لم تخل من جوانب غريبة قياسا لاستهداف ضابط واحد وهو حارس المقر، واختطافه. ومع ذلك فقد وصفت قراءات في نواكشوط العملية ب''انقلاب'' التنظيم على وعوده بتحييد موريتانيا من ''الحرب ضد أنظمة المنطقة''، قياسا لتعبير القيادي مختار بلمختار (أبو العباس) قبل أيام عن استعداده لذلك، وأفيد أن عناصر التنظيم كانوا على دراية تامة بوضع الثكنة والتواجد العسكري حولها، كما أنهم كانوا مطمئنين لعدم وجود قوات موريتانية قرب مكان العملية من خلال عدم الارتباك، والتحرك بأريحية داخل المدينة وهم يرددون شعارات مؤيدة للتنظيم المتشدد ومنددة بالقوات الموريتانية المنخرطة في الحرب على الإرهاب. وصنفت العملية على أنها أول استهداف بالاختطاف ضد جندي موريتاني، وجاء في تحليلات أن الرسالة الأبرز التى أرادت القاعدة توجيهها للجهات الممسكة بالملف الأمني، مفادها أن الجاهزية التي حاولت القوات المسلحة إبرازها في عيدها الوطني لم تكن كاملة أو مكتملة المعالم لدى كل الأجهزة على أقل تقدير، ومعلوم أن الجيش الموريتاني قام قبل أيام باستعراض عسكري وصف ب''التاريخي'' أخرج فيه الجيش كل أنواع التسليح وأبرر فيه مظاهر التدريب. وقد استولى عناصر التنظيم على عدد من الأسلحة وأجهزة الحاسوب، كما قاموا بتعطيل السيارة الوحيدة التي كانت موجودة في المدينة، من خلال إعطاب عجلاتها. وقال شهود عيان إن المهاجمين غادروا باتجاه الأراضي المالية (أقل من 10 كلم)، وقد أطلقوا أعيرة نارية في الهواء أثناء مرورهم وسط المدينة. وكانت القاعدة قد نفذت أصعب عملية اختطاف من داخل الأراضي الموريتانية سنة 2009 من خلال عملية اختطاف الرعايا الإسبان على طريق نواكشوط نواذيبو، وقد أدت العملية إلى إقالة قائد الدرك لفشل الجهاز في اعتراض الخاطفين، لكنها هذه المرة عادت وهاجمت الجهاز ذاته في أهم مدينة حدودية مع مالى من حيث الكثافة السكانية والحركة التجارية. وتنحصر مواجهات الجيش الموريتاني والقاعدة في شكل معارك مباشرة، أشهرها تخوضه قوات موريتانية في غابة ''واغادو'' على حدود موريتانيا، فيما يعتبر هجوم ''لمغيطي'' ضد محمية للجيش الموريتاني، أهم عمليات التنظيم في الساحل ضد جيش نظامي، وقادها في 2005 مختار بلمختار. ولم يصدر أي تعليق من الحكومة الموريتانية على الحادثة، كما لم يتم اعتراض سيارة الخاطفين بفعل الظلام الذي كان يلف المنطقة وقرب الحدود المالية، كما لم يتبن التنظيم هذه العملية.