نقل ما يعرف بتنظيم قاعدة المغرب الرهينتين الإسبانيين إلى داخل صحراء مالي تخوفا من عملية لتحريرهم. شدد التنظيم الإرهابي ظروف احتجاز رهينتين أسبانيين يحتجزها منذ اختطافها في موريتانيا في نوفمبر من العام الماضي. نقلت صحيفة ''الباييس'' الأسبانية عن ''مصادر أسبانية مطلعة على تطورات الاختطاف'' أن التنظيم نقل الرهينتين إلى مئات الكيلومترات داخل صحراء مالي تحسبا لإمكانية تدخل عسكري يهدف إلى تحريرهم. ووفق مصادر الصحيفة فإن مختار بلمختار، زعيم ''الكتيبة'' التي تحتجز الرهينتين، اتخذ هذا القرار بعد فشل عملية عسكرية لتحرير الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو الذي أعلنت القاعدة قتله ثأرا لسبعة من مقاتليها سقطوا في العملية. وتقوم القاعدة عادة بنقل رهائنها باستمرار كل فترة وجيزة كإجراء أمني ولكن نقل الأسبان للمرة الأخيرة كان ''أطول وأسرع'' من الحالات السابقة، وفقا للمصدر. وتعلم مصالح الاستخبارات الغربية بهذه التنقلات بشكل منتظم عن طريق مسح المنطقة بالأقمار الصناعية واعتراض مكالمات المسلحين فيما بينهم. وأفادت ذات الصحيفة في تقرير سابق أن الأسبان طلبوا من الجانب الموريتاني والفرنسي تجنب منطقة نفوذ الزعيم الذي يحتجز الأسبان، مختار بلمختار، وهو ما راعاه الطرفان خلال العملية التي شناها ضد التنظيم الإرهابي. وأدت وفاة جرمانو إلى قرع طبول الحرب من قبل فرنسا في منطقة الساحل، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن عملية القتل لن تمر دون عقاب.. وكان التعاون الفرنسي الموريتاني العسكري واضحا بعد شهرين من قتل أربعة سياح فرنسيين قرب ألاك، في جنوب شرق موريتانيا في 24 سيتمبر .2008 واقتحمت القوات الخاصة الفرنسية والموريتانية في أوائل عام ,2008 منطقة لاس بالماس، نواكشوط، حيث زعم الفرنسيون ملاحقة الجماعات الإرهابية وفشل الهجوم، ولكن المجموعة تدخل جهاز المخابرات الفرنسي ضمن الخدمة السرية الفرنسية، التي طاردت الإرهابيين إلى بوركينا فاسو حيث تم القبض عليهم. وعبر مسؤولون أمنيون حاليون وسابقون لديهم خبرة في تتبع التنظيمات الإرهابية عن القلق من مشاركة فرنسا في الهجوم. وأضاف المسؤول -الذي لم يشأ أن ينشر اسمه في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية لأنه ليس مخولا التحدث إلى وسائل الإعلام- قائلا ''المتطرفون سيستخدمون فشل العملية لنشر دعايتهم المناهضة للغرب''. وقال خبراء في المجال ''فرنسا فشلت في تحرير رهينتها وفشلت في القضاء على أبو زيد وأثارت غضب الجماعات الإرهابية التي ستطالب الآن إما بفدية أو قتل الرهائن''.