اختتمت الدورة ال 12 للألعاب العربية، أمس، بالعاصمة القطرية (الدوحة)، وسط خيبة، شعر بها كل الجزائريين، بسبب تراجع النتائج، التي لم تعكس توقعات الاتحاديات وحجم الإعانات المالية التي تلقتها استعدادا للموعد العربي، وأكدت الحصيلة المتواضعة للمشاركة الجزائرية في الألعاب، صعوبة التفاؤل بالحصول على ميداليات في الألعاب الأولمبية القادمة بلندن (2012). اكتفت المشاركة الجزائرية في الألعاب العربية بقطر، بالمركز الخامس، وراء مصر وتونس والمغرب وقطر، بعد المركز الثالث، في دورة مصر عام 2007، والمركز الثاني في دورة الجزائر عام 2004، برصيد متواضع، وقف عداده عند حدود 16 ميدالية ذهبية بعد اليوم الأخير للألعاب، بأكثر من ميدالية واحدة فقط عن عدد الميداليات الذهبية التي نالها العداء التونسي، أسامة ملولي، لوحده (15). وجاءت الخيبة الكبيرة من رياضات، عادة كانت تهدي الجزائر ميداليات عديدة، في مختلف المنافسات الجهوية والقارية وحتى العالمية، تتصدرها رياضة الملاكمة، التي كان رصيدها من الذهب فارغا، ثم رياضة السباحة، التي لم يعرف سباحوها الطريق للتتويج بميداليات من المعدن النفيس إلا في مناسبة واحدة، بفضل مليح أمال، وسط منافسة تونسية ومغربية، حرمت السباحين الجزائريين من الصعود فوق أعلى منصة التتويج. كما كانت حصيلة الجيدو الجزائري مخالفة للتوقعات، واكتفى بثلاث ذهبيات، بعدما تكهّن مسؤوله بأربع، وخيبت المصارعة صورية حداد الجميع عندما استهانت بخصمتها التونسية الشابة، التي هزمتها وسط صدمة الحاضرين، ومنحت صاحبة الميدالية البرونزية في أولمبياد بكين، الشابة التونسية فرصة لدخول التاريخ والإشهار لنفسها. ولم تكن نتاتج ألعاب القوى أفضل، رغم أن الجزائريين حصدوا ثلاث ميداليات ذهبية بالنظر إلى حضور الجزائريين في أغلب السباقات المبرمجة في الدورة. وفي منافسة السباحة، كان التونسي أسامة ملولي، سما قاتلا لذكور الجزائر في كل السباقات التي شارك فيها، منتزعا 15 ذهبية لوحده، وحرم الجزائريين من الصعود فوق أعلى منصة التتويج، إلا أن الخيبة الكبيرة تمثلت في فشل السباح نبيل كباب في معانقة الذهب، بالنظر إلى تحضيراته الطويلة في الخارج، كما لوحظ نقص في تركيز السباحين الجزائريين بسبب الأخطاء التي ارتكبوها عند الانطلاق، وهي الأخطاء التي أقصتهم من المشاركة في السباقات النهائية. ولم ترق رياضتا المصارعة والتايكواندو إلى الأمال المعقودة عليهما، حيث لم يفلح أي مصارع في افتكاك ميدالية ذهبية واحدة، وتنازل الرياضيون عن الجوائز المالية للمصريين والمغاربة والتونسيين وحتى القطريين، الذين شكلت نتيجتهم في الدورة مفاجأة، فيما أنقذ منتخب الدارجات سمعته، عندما أضاف، ذهبية إلى رصيد الجزائر في آخر يوم للألعاب. من جهته، غاب المنتخب الجزائري لكرة السلة للذكور عن الواجهة، ورغم أن مسؤولي الاتحادية تحججو بإصابات اللاعبين، إلا أن الملاحظ أن مستوى المصريين والقطريين كان صعبا بلوغه حتى وإن لعب الجزائريون بكامل قدراتهم. وبخلاف المنتخب النسوي لكرة اليد، الذي أثلج صدور الجالية الجزائرية بقطر وباقي الجزائريين، بفضل الذهبية الغالية التي توّجت بها رغم المنافسة القوية لتونس، فإن منتخب الكرة الطائرة (إناث)، الذي تنقل إلى الدوحة بدون مدربه، لم تكن نتائجه في مستوى اللقب القاري الذي فاز به في الألعاب الإفريقية الأخيرة، متنازلا عن الميدالية الذهبية لمنتخب مصر، الذي امتص حرارة الجزائريات مع بداية الشوط الثاني، قبل أن يكمل المهمة في الشوط الثالث، فائزا بالميدالية الذهبية وبجائزة مالية قدرها 50 ألف دولار.