تنذر التهديدات المتبادلة بين إيران وأمريكا بدخول منطقة الخليج العربي حربا اقتصادية مفتوحة قد تمتد إلى مواجهة عسكرية غير معروفة النتائج، خاصة بعد تهديد إيران بغلق مضيق هرمز الذي تمر عبره معظم الصادرات النفطية الخليجية، ردا على سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية فرض غرامات على الشركات الأجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني الذي يقبض ثمن بيع صادرات النفط. وحذّر أمس، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في كلمة ألقاها أمام حشد شعبي، غرب إيران، بعض حكومات المنطقة ''من أي تعاون مع المخططات الأمريكية والصهيونية'' حسب إذاعة النور اللبنانية. مهددا بأن ذلك ''سيضر بمصالح شعوب المنطقة''، في إشارة إلى دول الخليج العربية التي تحتضن دول مثل السعودية والكويت وقطر قواعد عسكرية إيرانية. من جانبه، أكد نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا رحيمي، أن إيران ستمنع ''مرور قطرة نفط واحدة من مضيق هرمز إذا ما فُرضت عقوبات على صادراتها''، لكنه أوضح أنه ''لا رغبة لدى إيران باستعداء أي طرف، لكن الغرب لا يكف عن مؤامراته التي تستهدف إيران''. أما قائد البحرية الايرانية حبيب الله سياري الذي تواصل قواته المرحلة الثانية من المناورات البحرية ''الولاية تسعين'' فقد شدد في تصريح أمس، على أن ''إغلاق القوات المسلحة الإيرانية مضيق هرمز أمام ناقلات النفط سيكون أسهل من شربة ماء إذا رأت الجمهورية الإسلامية ضرورة لذلك. وأضاف ''في الوقت الحالي لسنا في حاجة لإغلاقه لأن بحر عمان تحت سيطرتنا ونستطيع أن نسيطر على الممر''. وعلى الطرف الآخر، أكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يتراجع عن فرض عقوبات جديدة على إيران رغم تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز. وصرحت المتحدثة باسم مفوضية الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، لوكالة ''فرانس برس'' أن ''الاتحاد الأوروبي ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، ولن نتخلى عن هذه الفكرة''. وأضافت أن ''قرارا محتملا حول حزمة جديدة من العقوبات على طهران قد يتخذ خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الأوروبيين في 30 جانفي المقبل في بروكسل''. غير أن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي رفض التعليق على التهديدات الإيرانية بغلق مضيق هرمز أمام الصادرات النفطية التي تمثل خمس الصادرات العالمية. وبررت وسائل إعلام دولية الصمت الأمريكي على التهديد الإيراني بأنه ''يستهدف خفض وتيرة التصريحات المتبادلة مع إيران وعدم إثارة الأسواق''. وارتفعت أسعار النفط بعد التهديدات الإيرانية إلى أزيد من 106 دولار للبرميل وهي مرشحة للارتفاع حسب خبراء نفطيين. ولكن صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية ذكرت ''أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا أكثر من مرة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أعدّت خطة للمحافظة على مضيق هرمز مفتوحا''.