الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    لبنان : ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 3670 شهيدا و 15413 مصابا    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الشباب يهزم المولودية    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحياء موتى.. وعزاب متزوجين وذكور حوّلوا إلى إناث
جرة قلم حوّلت حياتهم إلى جحيم

صدق أو لا تصدق، القصص المتناولة في الملف حقيقية وأصحابها أحياء يرزقون.. يعتقد الكثير من الجزائريين بأن ظاهرة الأخطاء في إصدار العقود ووثائق الحالة المدنية حكر على الجزائر فقط، كما يجهل أعوان مصالح الحالة المدنية بأن الهفوات التي يتسببون فيها عن غير قصد في كثير من الحالات، تجرّ معها آلاف المواطنين أمام المحاكم وتعطل مصالحهم لأشهر بل أحيانا لسنوات. هذه الحالة دفعت بوكيل الجمهورية في العاصمة إلى الصراخ في وجه عون الضبط، بعدما قدم له 9 آلاف ملف يتضمن أخطاء يتعين تصحيحها بأحكام قضائية.. فمن المسؤول على هذه المعاناة التي تقع بجرة قلم في شباك مصلحة الحالة المدنية؟
بلدية بئر مراد رايس بالعاصمة وضعته في عداد الموتى
مواطن استخرج شهادة وفاة أبيه فتسلم شهادة وفاته
لم يتوقع المواطن بلهاوى بشير الذي تقدم إلى مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس بالعاصمة، بغرض طلب استخراج شهادة وفاة والده الذي توفي في 13 مارس 1978 أن يسلمه العون الإداري بذات المصلحة شهادة وفاته وهو على قيد الحياة. والأدهى أن نسخة من سجلات شهادة الوفاة التي حررت ببلدية ببئر مراد رايس في 5 أكتوبر ,2011 سلمت بناء على حضور المعني فكيف حضر وهو في عداد الموتى؟
قال بشير بلهاوى في تصريح ل''الخبر'' إنها ليست المرة الأولى التي يستخرج فيها الوثائق الإدارية من مصلحة الحالة المدنية، دون أن يكتشف أخطاء في اسمه أو في لقب العائلة ومرات عديدة خلال كتابة اسم بلهاوى باللاتينية وحتى بالعربية. يقول نفس المتحدث ''لم يسلم اسمنا من التحريف فمرة كتب اسمنا بلهاوى ومرة بلحوى ومرة بلهاوة بالتاء المربوطة وعديد المرات يكتب بلحواء، ما دفعني إلى التفكير في اللجوء إلى القضاء لطلب تصحيح اسم العائلة، إذ كان الخطأ سابقا وعلى مستوى السجلات الرسمية للحالات المدنية لبلدية بئر مراد رايس''.
ويذكر نفس المتحدث بأن اسم زوجته تعرض هو الآخر للتحريف، فاللقب الأصلي للزوجة هو طرار، لكن عادة ما يكتب أثناء استخراج نسخ من عقود الزواج والميلاد على أنه ترار وفي كثير من الأحيان يكتب طوار، ويرفض أعوان الحالة المدنية بمصالح الحالة المدنية الاعتراف بوجود خطأ في كتابة هذا النوع من الألقاب وإنما تعريب هذه الأسماء المكتوبة بالفرنسية في السجلات الرسمية يعطي للعون الإداري التقدير في تعريب الاسم وقد تضرر جراء هذا الخطأ، يقول بلهاوى بشير، ابنه بلهاوى محمد 29 عاما، حيث وجد صعوبات في تصحيح لقب أمه وذلك أثناء إبرام عقد زواجه في بلدية حيدرة بتاريخ ماي 2011، حيث اشترطت مصلحة عقود الزواج على المعني التوجه إلى القضاء لتصحيح لقب الأم، بعدها التوجه إلى مصلحة الحالة المدنية ببلدية الأبيار لتصحيح لقب الأم في سجلات الحالة المدنية. ورحلة الابن محمد في تصحيح الخطأ في أروقة المحاكم، بدأت ولم تنته بعد، بسبب الإجراءات الإدارية التي تتطلبها عملية تصحيح الأسماء والألقاب.
رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس ل''الخبر''
''الأخطاء المرتكبة سببها الضغط الذي يمارسه المواطن علينا ونعتذر له''
قدم السيد بلطرش رابح، متصرف رئيسي ورئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس، اعتذاره للسيد بلهاوى بشير عن الخطأ الذي وقع خلال تسليمه شهادة وفاة والده، وقال في تصريح ل''الخبر'' عندما استقبلنا في مكتبه بأن الهفوات لا يمكن أن تغيب في شبابيك الحالة المدنية، بسبب ضغط العمل وكثرة الطلبات التي تتجاوز في كثير من الأحيان ألف وثيقة في اليوم.
وأوضح رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس، بلطرش رابح، بأن كل عون إداري مجبر على تحرير أزيد من 150 وثيقة وقد تصل إلى 200 وثيقة إدراية أثناء الدخول المدرسي وفي العطل، وسط أجواء من الضغط الذي يمارسه بعض المواطنين على الأعوان للإسراع في استخراج الوثائق التي يطلبونها، فالهفوات في مثل هذه الحالات واردة. وأضاف نفس المتحدث بأن ''شهادة الميلاد رقم 13 تستخرج منها ألف نسخة يوميا ولكم أن تصوروا حجم الضغط في تحرير العقود''. كما طرح السيد رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس، مسألة الأخطاء السابقة الموجودة في السجلات الحالة المدنية ولا يلجأ المواطن، مع الأسف، إلى تصحيحها في المحاكم وعادة ما يحمّل البلدية وزر هذه الأخطاء. كما طرح نفس المتحدث مسألة تعريب بعض الأسماء والنطق بها، حيث يختلف كل عون في كتابتها، على سبيل المثال اسم بوركيكة باللغة الفرنسية هل يكتب باللغة العربية ''بورقيقة''؟ وشدد المسؤول نفسه على أن هناك أخطاء كثيرا ما تنسب للأعوان، ونكتشف فيما بعد بأن الخطأ موجود في سجلات الحالة المدنية.
ونفى السيد بلطرش رابح أن تكون الأخطاء في مصلحة الحالة المدنية ببلدية بئر مراد رايس شائعة، بل الأمر يتعلق بهفوات ليس إلا، مؤكدا بأن إدخال الإعلام الآلي لتسليم عقود الميلاد في مراحلها الأخيرة يسمح مستقبلا بتفادي حتى هفوات الأعوان.
مصيره معلق بوعد موظفة بالشلف
يضطر العديد من المواطنين في الشلف، ضحايا الأخطاء في كتابة أسمائهم أو ألقابهم، إلى التردد لفترة طويلة على مصالح الحالة المدنية بالبلدية أو المحاكم للقيام بإجراءات تصحيح خطأ ارتكبه غيرهم.
ومن هؤلاء الضحايا عمي احمد الذي يجتر خطوات متثاقلة داخل محكمة الشلف والغضب باد على وجه، حيث اشتكى من تحمل خطأ ارتكبه غيره في كتابة لقب أحد أعمامه، ما تسبب في عجزه عن استخراج وثائق ملكية عائلته لأرض محل نزاع، ولاسترجاع هذه الأرض التي يخدمها منذ نعومة أظافره اضطر إلى الغدو والرواح بين البلدية والمحكمة لطلب التصحيح من أجل الدفاع عن ممتلكاته. وقد جعله هذا الخطأ في كتابة اللقب، يدخل متاهات أخرى لمدة تجاوزت السنة، أنسته مشكل النزاع. وقال محدثنا إنه يتمسك بأمل وعد إحدى الموظفات التي تعهدت بالبحث في الأرشيف من أجل تسريع إجراءات التصحيح القضائي
عشرات الجزائريين في رحلة تصحيح الاسم
استخراج جوازات سفر ودفاتر عائلية مؤجل بسبب الأخطاء
سجلت ''الخبر'' تذمر العشرات من المواطنين الذين التقتهم بمحكمة سيدي امحمد، كانوا بصدد استكمال الإجراءات الخاصة بتصحيح الأخطاء الواردة في الأسماء بسبب التأخير الذي تعرفه مثل هاته الإجراءات، ما عرقل استصدارهم لوثائق الحالة المدنية ووثائق إدارية مهمة أخرى.
الساعة كانت تشير إلى10:30 عندما وصلنا إلى محكمة سيدي امحمد وسط العاصمة، حشد كبير من المواطنين ينتظرون أمام شبابيك الاستعلامات من أجل تصحيح الأخطاء الواردة في أسمائهم وألقابهم، وأمام مكتب الاستعلامات لفتت انتباهنا توسلات امرأة تريد أن تعرف مصير الطلب الذي وضعته لدى وكيل الجمهورية منذ أكثر من ستة أشهر، خاصة أنها جلبت رفقتها ابنها الرضيع الموجود خارج المحكمة، وبنبرات الغضب فتحت لنا قلبها فقالت إنها أرادت تصحيح خطأ في اسمها العائلي لاستخراج جواز سفر، غير أن الأمر طال كثيرا ''ففي كل مرة أتقدم خطوة وأعود أدراجي خطوتين، الأمر الذي جعلني أدفع الثمن غاليا من أجل تجديد جواز السفر والالتحاق بزوجي في كندا''.
وفي نفس المكان أخبرنا شيخ أنه تعذر عليه استخراج دفتر عائلي جديد بسبب اكتشاف مصالح الحالة المدنية الخطأ الوارد في لقبه مقارنة بباقي أفراد عائلته ''وجئت اليوم لحل المشكل من خلال تقديم ملف إلى وكيل الجمهورية''.
أما محمد، 23 سنة، فاستنجد بأحد معارفه بالمحكمة لتسريع استخراج شهادة السوابق العدلية، الأمر الذي لم يهضمه المواطنون الحاضرون الذين تذمروا من تصرفه ودخلوا معه في مناوشات كلامية. ويقول هذا الأخير إنه تعذر عليه استخراج وثيقة السوابق العدلية لاجتياز مسابقة توظيف بسبب وجود خطأ في اسمه ''ترددت على المحكمة أكثر من مرة في اليومين الأخيرين، لكن دون جدوى''.
سوق أهراس
أخطاء في الكتابة حوّلت الحصول على شهادة ميلاد إلى كابوس
يعاني الكثير من المواطنين مشاكل معقدة نتيجة أخطاء لم يقترفوها، والسبب أن شهادة الميلاد تحمل حرفا إضافيا أو خطأ في الترجمة يحرم صاحب الشهادة من إتمام ملفه. عديدة هي مشاكل الحالة المدنية عبر بلديات الولاية، حيث أكد رئيس مصلحة إحدى أكبر البلديات بالولاية أن مشكل الترجمة من العربية إلى الفرنسية والعكس، يتسبب في أغلب الأحيان في أخطاء يرفض لأجلها ملفا بأكمله، كذلك أكد أنه منذ الاستقلال لم يخضع أي عون بالحالة المدنية إلى رسكلة أو تكوين متخصص في الحالة المدنية، وفي الوقت الراهن يضمن أعوان عقود ما قبل التشغيل هذه الخدمة التي ليست من اختصاصهم، ما يجعلهم يخطئون وأخطاؤهم لا تصحح.
سوق أهراس: و. بولوح
حدث هذا في بلدية المحمدية بالعاصمة
شخص ولد في 1976 وتوفي في 1950
من أغرب ما تم تسجيله في بلدية المحمدية بالعاصمة تحرير عون إداري وثيقة لشخص جاء يطلب شهادة وفاة والده المتوفى في 1976، ليكتشف من نسخة سجلات شهادات الوفاة التي سلمت له بتاريخ 13 مارس 2011 بأنه ولد في 1976 وتوفي يوم الأربعاء 18 أكتوبر 1950 وقد دفع المعني إلى رئيس مصلحة الحالة المدنية لذات البلدية، طلبا لتصحيح شهادة الوفاة، حتى يتمكن من إتمام ملف طلبه موثقا يتعلق بالميراث.
الجزائر: ك. ك
لتصحيح اسم والدته
مسؤولون طلبوا منه انتظار سنوات
حالة أخرى أكثر مأساوية ضحيتها السيد عبد العالي الذي قال إنه وصل إلى طريق مسدود في مسيرة البحث عن منفذ لتصحيح اسم والدته، بعد أن رغبت في تجديد جواز سفرها، حيث تفاجأ بعدم وجود ورقة شهادة الميلاد الأصلية في السجل الرسمي للمواليد بالبلدية، رغم أن والدته تتوفر على بطاقة الهوية الوطنية. وبالتالي عجز عن استخراج شهادة الميلاد الأصلية لتصحيح الخطأ. والأغرب أن مسؤولين طلبوا من محدثنا الانتظار لسنوات من أجل إعادة تجديد سجلات الحالة المدنية التي تتم في إطار اللجان المختلطة مع العدالة والتي قد تمتد لسنوات.
الشلف: ع. دحماني
إجراءات إدارية معقدة في المحاكم لتصحيح الأخطاء
بطء تحقيقات مصالح الأمن يؤجل آلاف القضايا
كشف وكيل جمهورية، تحفظ على ذكر اسمه، عن أن سبب تأخير تصحيح الأخطاء مرده تأخير التحقيق الذي يفتحه رئيس أمن الدائرة، وهذا بعد صعوبة التوصل إلى عنوان المواطن المعني بالخطأ للاستماع إلى أقواله أو الحصول على معلومات أكيدة حول الموضوع.
وعن كيفية تصحيح الأخطاء في الأسماء، أطلعنا هذا الأخير على الخطوات التي يجب اتباعها من أجل تصحيح الخطأ الإداري، فحسبه هناك نوعان من الأخطاء التي ترد في الأسماء ومن المفروض تصحيحها على مستوى المحكمة.
أولها: الأخطاء المتعلقة بتقديم أو تأخير حرف أو إضافة نقطة أو نزعها أو إذا حصل خلط في تحديد الجنس، فيتم تصحيح هذا الخطأ الإداري على مستوى وكيل الجمهورية مباشرة باعتباره ضابط الحالة المدنية وهذا بتقديم الوثيقة التي تبين الخطأ.
ثانيها: الأخطاء التي لا يتم تصحيحها إلا من خلال فتح تحقيق معمق من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة الاختصاص، حيث يكوّن المواطن المتضرر من الخطأ الوارد في اسمه أو لقبه ملفا يتضمن طلبا خطيا يوضح الخطأ الوارد في وثائق الحالة المدنية، بالإضافة إلى إرفاق الطلب بوثيقة الحالة المدنية التي تثبت الخطأ الموجود في سجل الحالة المدنية.
وبعد الانتهاء من تكوين الملف على مستوى وكيل الجمهورية، يقوم هذا الأخير بفتح تحقيق عن طريق رئيس أمن الشرطة القضائية، الذي يقوم بدوره بتقصي صحة الخطأ والاستماع لأقوال المواطن الذي صدر في حقه الخطأ.
وبعد التأكد من نتائج التحقيق من طرف وكيل الجمهورية، يحيله على قاضي الحكم المكلف بالحالة المدنية على مستوى محكمة الاختصاص، هذا الأخير يصدر أمرا بتصحيح الخطأ على شكل حكم قضائي يحمل صيغة تنفيذية توجه إلى رئيس البلدية قصد تصحيح الخطأ على هامش السجل.
وبدوره، يقوم رئيس البلدية بإرسال موظف من البلدية إلى المجلس القضائي للقيام بتصحيح الخطأ الوارد على هامش سجل الحالة المدنية الأصلي والموجود بالمجلس القضائي.
وللترجمة بالنعامة كوارثها
أكثر من 400 تصحيح لأخطاء الحالة المدنية كل عام
تحصي مصالح العدالة بالنعامة ما يفوق 400 تصحيح لأخطاء الحالة المدنية كل عام بمدينة النعامة وحدها، وقد يقل هذا الرقم في باقي البلديات حسب الكثافة السكانية.
ذكر مصدر من مصلحة الحالة المدنية ببلدية المشرية، أن سبب هذه الأخطاء يعود بالدرجة الأولى إلى الترجمة من الكتابة اللاتينية إلى العربية، التي تؤدي إلى الأخطاء في أسماء عائلة واحدة أو عرش واحد. وذكر على سبيل المثال عدة حالات تنتهي بحرف ''s'' وأثناء الترجمة يكتب تارة بحرف ''س'' وتارة أخرى بحرف ''ص''. وأشار محدثنا إلى المتاعب التي لحقت بأحد ضحايا هذه الترجمة. وكاد هذا الخطأ أن يرهن الدراسة الجامعية لأحد أبنائه، بعدما اكتشف أن شهادة البكالوريا تحمل الاسم بالصاد، بينما في شهادة الميلاد كتب الاسم بحرف السين.
ونفس الإشكال يتجدد مع عينة أخرى من الحروف كما هو الحال بالنسبة لحرف ''H''، حيث يترجم أحيانا إلى ''الهاء'' وأخرى إلى حرف ''الحاء''.
وإذا كانت الترجمة سببا مباشرا في وقوع الأخطاء، فهناك معجم الأسماء والأرقام المؤرخ في 1981 الذي يحمل كتابات لأسماء لا تتماشى والكتابة القديمة للحالة المدنية، وهنا ذكرت مصادرنا اسم عبدالقادر الذي كتب في دفاتر الحالة المدنية وسجلاتها القديمة بحرف ''i'' في حين كتب في المعجم المعمول به بحرف ''e''. وهنا يقع الإشكال في ترجمة هذا الحرف ليصبح اسم ''عبد القادر'' ''عبد القدير''. ومثله عبد الوهاب الذي يتواجد في السجلات القديمة للحالة المدنية بحرفي ''ou'' في حين يتواجد في المعجم بحرف ''w''.
النعامة: ق. خريص
من طرائف الأخطاء ببلدية سيدي امحمد في العاصمة
زوّجوا مواطنا مع نفسه وأعزب صار ربّ أسرة
لم تسلم بلدية سيدي امحمد بالجزائر العاصمة، مثل غيرها من بلديات الوطن، من الأخطاء التي ترتكب عند تسليم المواطنين لوثائقهم الإدارية، حيث اكتشف مواطن جاء يستخرج شهادة ميلاده أنه متزوج وأبرم عقد زواجه في ولاية تيبازة.
كما لم يتمالك مواطن التقيناه في مصلحة الأرشيف ببلدية سيدي امحمد نفسه من الضحك، عندما استخرج نسخة من عقد زواجه فوجد نفسه متزوجا بنفسه، حتى سارع الأعوان إلى إعادة تصحيح الخطأ مع تقديم الاعتذار لهذا المواطن. وقال موظفون بمصلحة الأرشيف، في تصريح ل''الخبر''، بأن كثرة الطلبات وضغط العمل وراء ارتكاب مثل هذا النوع من الأخطاء، لكن سرعان ما يتم تصحيحها، واقترح هؤلاء تحديد سقف معين في استخراج وثائق الحالة، فالبعض يستخرج العشرات منها ليعود في أقل من أسبوع ليطلب مجددا نفس الوثائق.
من جهته، أرجع رئيس مصلحة الحالة المدنية ببلدية سيدي امحمد، بن عكسة عبد الله، الأخطاء التي يقع فيها الأعوان إلى الضغط الذي تشهده شبابيك الحالة المدنية، فالأخطاء في مثل هذه الظروف تبقى واردة، فكثرة العمل وتحرير العشرات من العقود يفقد الأعوان التركيز. ومن جهته، كشف مسؤول الأحكام الإدارية بمصلحة الحالة المدنية، سعدي محمد، بأن البلدية تستقبل يوميا شكاوى من المواطنين بسبب هذا النوع من الأخطاء، مع التأكيد بأن المواطن يجهل بأن تلك الأخطاء وفي كثير من الأحيان موجودة في السجلات الرسمية للحالة المدنية التي أصبح الاعتماد عليها كبيرا مقارنة مع السنوات الماضية، حيث كان الاعتماد بشكل أساسي على الدفاتر العائلية. ويقترح نفس المتحدث إخضاع الأعوان إلى دورات تكوينية وتأهيلية لتفادي وقوع الأخطاء والتحكم مستقبلا في ترجمة الألقاب ونطقها جيدا.
خطأ إداري يحوّل بلال إلى أنثى بمستغانم
لم ينتبه والد ووالدة بلال يوم ولادته، إلى أن خطأ في سجلات الحالة المدنية سيحوّله من ذكر إلى أنثى. وفي غمرة الفرحة بميلاد بلال لم تتفطن العائلة للخطأ المسجل بالدفتر العائلي ودفتر السجلات، إلا بعد مرور ثمانية أشهر. وحاول الوالدان بشتى الطرق تصليح الخطأ، إلا أن بيروقراطية الإدارة وتماطلها حال دون ذلك بل وصل الأمر بأحد الموظفين إلى أن ينصح الأب بترك الأمر كما هو.
يكتشف صدفة أن شريكة حياته زوجة مغترب
بعد أكثر من 10 سنوات من الحياة الزوجية، اكتشف مواطن من مستغانم أن زوجته مسجلة بمصلحة الحالة المدنية باسم شخص تبين أنه مغترب ولا علاقة لها به لا من قريب ولا من بعيد، ولولا الثقة والمودة والعلاقة الزوجية المتينة لحدث ما لا تحمد عقباه. ويحاول الزوج منذ ذلك الحين بشتى الطرق إثبات العكس، إلا أن حواجز وعراقيل وإجراءات إدارية حالت دون ذلك، مع أن الخطأ لم يرتكبه لا هو ولا زوجته، إلا أنهما يتحملان تبعاته إلى غاية اليوم.
مستغانم: مدني بغيل
فريد من سيدي بلعباس.. ميت على الورق
عاش والد الشاب ''خ. فريد'' القاطن بحي هواري بومدين بسيدي بلعباس، معركة حقيقية مع المشرفين على مصلحة الحالة المدنية على مستوى بلدية سيدي بلعباس شهر ماي الفارط، بعد أن اكتشف وفاة ابنه على الورق، حين أراد سحب نسخة من شهادة الميلاد الأصلية على مستوى مصلحة الحالة المدنية. وكانت النسخة قد حملت عبارة ''متوفى'' في أسفلها، وهو ما دفع بوالد الشاب فريد إلى رفع شكوى إلى مسؤولي الحالة المدنية، قبل أن تحال القضية على مكتب وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي بلعباس لأجل استدراك الخطأ، بعد أن تم التأكد من وجود الشاب وهو حي يرزق. وكان ''خ. فريد'' الذي لا يتعدى عمره 16 سنة، مقبل على اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط، وهو ما استدعى مباشرة الإجراءات الإدارية للحصول على بطاقة التعريف الوطنية، الأمر الذي مكّن من اكتشاف الخطأ وتصحيحه في ما بعد.
سيدي بلعباس: م. ميلود
زوّجوا رجلا برجل آخر في سكيكدة
هي حكاية غريبة ومضحكة في نفس الوقت، للمدعو ''ش. م'' من بلدية تمالوس بسكيكدة، عندما تقدم إلى مصلحة الحالة المدنية لاستخراج عقد الزواج، إلا أن المعني تفاجأ باستخراج عقد قران يربطه برجل آخر ومدون عليه أسماء أولاده، والغريب في الأمر أن الوثيقة سلمت للمعني دون تفطن من العون البلدي المكلف بتحرير العقد. ومباشرة بعد اكتشاف الضحية لهذا الخطأ الفادح، سارع لتصحيحه، وتطلب إصلاح الخطأ وقتا طويلا وجريا كثيرا بين الإدارات لتصحيحه.
سكيكدة: ع. مطاطلة
أم تكبر ابنتها ب10 سنوات في فالمة
قالت السيدة ''ق. شهيرة'' إن خطأ وقع بشهادة ميلادها عند تسجيلها بمصالح الحالة المدنية لبلدية بوشقوف بفالمة في الستينيات، ومازال لحد الساعة لم يتم تصحيحه، ويتعلق بسنة ميلادها، حيث تشير شهادة ميلادها إلى العام ,1951 أما شهادة ميلاد والدتها فهي تدل على أنها مولودة في سنة 1941، وهذا ما جعل فارق السن بين الأم وابنتها لا يتعدى العشر سنوات، وأضافت أنها سعت لتصحيح الخطأ في وقت سابق لكن ظروفا حالت دون ذلك، وأشارت إلى أن لديها أربعة أبناء ومازال دفتر العائلة يحمل هذا الخطأ.
قالمة: م. أم السعد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.