كشفت مأدبة العشاء التي أقامها المجلس الشعبي البلدي، ليلة أول أمس، بمقر بلدية سطيف، وحضرها والي الولاية إلى جانب مجموعة من المقاولين وأسرة وفاق سطيف بلاعبيها ومسيرها وطاقمها الفني، عن الكثير من المشاكل والخلافات داخل بيت الوفاق وبين مسؤولي الفريق والشركاء الاقتصاديين، مما جعل من والي الولاية يخرج من القاعة غاضبا، بعد أن سمع بمساومة المقاولين له بطلب مشاريع استثمارية مقابل منحهم لإعانات مالية للفريق. وطفت إلى السطح قضية النادي الهاوي والشركة المحترفة، إذ أصر رئيس النادي حسان حمّار على ضرورة دخول المساعدات المالية للولاية والبلدية، وكذا مساعدات المقاولين على حساب النادي الهاوي. فيما ألح رئيس الشركة الرياضية للوفاق عبد الحكيم سرار على دخولها على حساب الشركة، لكون هذه الأخيرة هي المسؤولة عن الفريق المحترف. سرار يدخل في مناوشات مع بوراس كانت بداية الخلافات بين مختلف الأطراف خلال الاجتماع الذي عقد بمقر البلدية قبل مأدبة العشاء، حينما طالب ممثل المقاولين والمستثمرين بسطيف، الحاج العيد بوراس، من سرار ضرورة المبادرة أولا بمنح مساعدته للفريق، باعتباره أحد المقاولين بسطيف ورئيس الشركة المحترفة، وهو الكلام الذي رفضه سرار، وجعله يدخل في مناوشات كلامية مع بوراس كادت أن تتحول إلى تشابك بالأيدي، قبل أن يتدخل بعض الحاضرين ويفكوا النزاع، ويقرر بعدها سرار عدم النزول معهم إلى مكان مأدبة العشاء ومقاطعتها، مفضلا البقاء بقاعة الاجتماع. المقاولون يساومون بالأموال مقابل المشاريع تنقل المقاولون بعد مأدبة العشاء إلى قاعة الاجتماع، ليتفقوا على جمع ما يقارب ثلاثة ملايير سنتيم لمنحها كمساعدة للفريق، لكن ليس قبل أن يمنحهم والي الولاية ضمانات باستفادتهم من مشاريع استثمارية بتراب الولاية، وهو الكلام الذي وصل إلى آذان الوالي الذي خرج من قاعة الأكل غاضبا، وتوجه مباشرة إلى قاعة الاجتماع، وواجه المجتمعين بكلام صارم، أكد من خلاله أنه يرفض المساومة، وأن الفريق يمثل المدينة فمن أراد مساعدته فهو يساعد مدينته، لكن أن تتم العملية على شاكلة أعطيني باليمين أعطيك بالشمال فلا. كما أبلغ الوالي المجتمعين بأن أي مشكلة يمكن طرحها عليه في مقر الولاية، وليس باستغلال مناسبات معينة لمحاولة الضغط عليه، مشيرا إلى أن المشاريع ستوزع على كل المستثمرين في الولاية، وليس الذين يمنحون مساعداتهم للفريق فقط. ديون ب 6, 5 مليار أربكت حمّار وسرار هذا وقام العضو الفاعل السابق في نادي وفاق سطيف، وأحد مموليه الكبار، بدفع صكوك ضمان شخصية تخص رئيس النادي ورئيس مجلس إدارة الشركة بقيمة 3,5 مليار سنتيم للبنك من أجل استرداد أمواله، ورجعت من دون تسديد بسبب نقص السيولة في الحسابات المعنية. وكان صالحي قد أقرض النادي الهاوي أربعة ملايير سنتيم و3, 1 مليار سنتيم للشركة المحترفة. هذا الإجراء الذي أقدم عليه صالحي أربك كثيرا الرئيسين سرار وحمّار، وأوقعهما في حرج كبير، مما جعل كل واحد منهما يصر على دخول أموال المساعدات في حساب الهيئة التي يشرف عليها، حتى يتمكن من تسديد ما عليه من ديون، بعد أن التزم الرئيسان أمام المسؤولين المحليين بمنح صالحي ثلثي المساعدات المالية التي ستدخل خزينة الفريق لامتصاص جزء كبير من ديونه. 2.9 مليار مساعدة الولاية والبلدية وكانت مأدبة العشاء مناسبة لإعلان المسؤولين المحليين بمنح الفريق مساعدات مستعجلة بقيمة 9, 2 مليار سنتيم، منها 9, 1 مليار من المجلس الشعبي البلدي ومليار سنتيم من الولاية، وهي المساعدات التي تبقى بعيدة عن طموحات مسؤولي الفريق، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها، وكذا لإمكانية امتناع المقاولين عن منح إعاناتهم في ظل رفض المسؤولين المحليين مساومتهم بالمشاريع. غياب أربعة لاعبين عن حصة أمس وفي سياق الأزمة، مازالت الغيابات وسط تشكيلة الفريق تشكل الهاجس الكبير للمسيرين، فرغم الاتفاق الحاصل بين الإدارة وممثلي اللاعبين المضربين على ضرورة الالتحاق بالتدريبات، ومنح الإدارة مهلة أسبوع لتسديد مستحقاتهم، فقد غاب عن حصة صبيحة أمس الرباعي، بلقايد، بن موسى، بن حمو وعودية لأسباب تبقى مجهولة. وقد برمجت الإدارة، خلال أمسية نفس اليوم، مباراة ودية أمام فريق مفرة من القسم الثاني الهاوي لمنطقة الشرق، فيما سيواجه الوفاق يوم 14 من هذا الشهر فريق اتحاد بسكرة ويوم 16 فريق وفاق المسيلة. اللاعبون يمهلون الإدارة إلى يوم الاثنين وأكد اللاعب المخضرم في صفوف الوفاق، وأحد أعمدته الأساسية رياض بن شادي، في تصريح ل''الخبر''، أنه اتفق رفقة زملائه مع مسؤولي الوفاق على تسوية مخلفاتهم المالية يوم الاثنين المقبل على أكثر تقدير، وقرروا منح الإدارة فرصة أخيرة حتى يتحمل كل شخص مسؤوليته. وقال بن شادي في هذا الشأن ''سوف نصبر إلى يوم الاثنين المقبل، رغم أننا صبرنا بما فيه الكفاية، وذلك من أجل أن نحمل كل طرف مسؤوليته، وليشهد علينا التاريخ وأنصار الوفاق، وأننا غير مسؤولين على أي مشكلة قد تجعلنا نطالب بحقوقنا، ونلجأ إلى معاودة الإضراب بعد الاثنين المقبل. ونحن لا نتمنى ذلك أبدا، فعلى المسؤولين أن يكون في مستوى الثقة التي وضعناها فيهم، لأننا لا نريد المزيد من المشاكل''. ويبقى أن فريق الوفاق مقبل على الدخول في نفق مظلم أمام المعطيات الجديدة، وإمكانية رفض المقاولين منح مساعداتهم المالية.