أطلقت عملية اختطاف والي ولاية إليزي وإدخاله التراب الليبي مخاوف السلطات الجديدة من استغلال تنظيم القاعدة للوضع الأمني الهش، بغية إحداث مشاكل مع الجزائر، بينما كشف رئيس اللجنة الوطنية للمصالحة في ليبيا، محمد العباني، أن الأسلحة المنتشرة بين المواطنين في ليبيا تكفي ثلاث دول إفريقية. قال مسؤول الإعلام بالمجلس الانتقالي الليبي، أشرف الثلثي، أمس، إن ''ليبيا لا تريد أية مشاكل مع الجزائر وأن الثوار الليبيين بريئون من فكرة التنسيق مع المسلحين الجزائريين''، موضحا بقوله أنه ''لا توجد مصلحة للثوار في التدخل في السياسة الداخلية للجزائر، فهناك ما يكفي من المشاكل داخل ليبيا''. وتأتي تصريحات هذا المسؤول الليبي لتعكس وجود مؤشرات على ''تقارب'' في الأفق بين ليبيا والجزائر، على الأقل على الصعيد الأمني، بدليل إشراف وزير الدفاع الليبي، أسامة الجويلي، شخصيا على عملية إعادة والي ولاية إيليزي المختطف، محمد العيد خلفي، إلى السلطات الجزائرية. وبخصوص التهديدات الأمنية على الحدود بين البلدين، حذر أشرف الثلثي من استغلال تنظيم القاعدة للفراغ الأمني على جانب الحدود الليبية. وقال إن ''ما حدث تأكيد على أن ما قامت به السلطات الليبية لمراقبة الحدود بعد سقوط القذافي ونظامه ليس كافيا، وعليها أن تحكم السيطرة والمراقبة باستخدام كل الوسائل''. كما حذر الثلثي من تكرار هذه الحوادث واستغلالها بشكل سلبي لضرب الجزائر وأمنها. وفي السياق نفسه، أكد اللواء يوسف المنقوش، رئيس أركان الجيش الليبي الجديد، أن إعادة تنظيم الجيش وتجهيزه ستكون فقط للمحافظة على حدود ليبيا ووحدة ترابها. من جهته، سجل رئيس لجنة المصالحة الوطنية في ليبيا، محمد العباني، أمس، أن الثوار بدأوا يتجهون إلى الالتحاق بالجيش الوطني، كما بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها، وهو ما أدى إلى اختفاء مظاهر التسلح، خصوصا السلاح الثقيل في طرابلس، على حد زعمه. وأوضح أن اللجنة العليا للمصالحة شكلت، بمباركة من رئيس المجلس الانتقالي، المستشار مصطفى عبد الجليل، بهدف تقريب وجهات النظر وفض المنازعات بين مختلف الجهات وتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الليبي، بالإضافة إلى إحقاق الحقوق بشكل بعيد عن ممارسات العنف. وفيما يتعلق بعائلة القذافي، أكد العباني أن ''نجل القذافي سيف الإسلام يلقى معاملة حسنة في الزنتان، وسيقدم لمحاكمة عادلة''، مضيفا أنه ''في إطار المصالحة الوطنية ستجري محاكمة أبناء القذافي وأعوانه بشكل شفاف''. وفي سياق منفصل، قال رئيس المجلس العسكري لطرابلس، عبد الحكيم بلحاج، إنه التقى مسؤولين بريطانيين خلال الشهرين الماضيين، وأجرى محادثات حول قضيته التي يتهم فيها المخابرات البريطانية بتسليمه إلى القذافي ليعذب، لكن المحادثات لم تسفر عن حل للمشكلة. وفي بنغازي تعرض عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الانتقالي، للإهانة على أيدي طلبة الجامعة، واتهموه بالانتهازية عندما حاول تهدئتهم. جنائيا، أوردت صحيفة ''الأندبندنت'' البريطانية، أمس، أن تقريراً مستقلاً نشرته بعض جماعات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، يتهم حلف الناتو، إلى جانب قوات المعارضة والقوات الموالية للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات حقوقية خلال الانتفاضة الليبية العام الماضي، مشيراً إلى وجود الأدلة على ذلك.