انتقل المجاهد بلحاج بوشعيب المدعو أحمد، صباح أمس، إلى رحمة الله بعد صراع طويل مع المرض في بيت صهره بمدينة وهران، عن عمر يناهز 94 سنة، وقررت عائلة الفقيد تشييع جنازته نهار اليوم في مسقط رأسه بمقبرة سيدي الحاج بلعباس بعين تموشنت. فقدت الجزائر جزءا من ذاكرتها، فالراحل يعتبر أحد المجاهدين الذين عايشوا كل مراحل الحركة الوطنية، التي انخرط فيها سنة 1937، وناضل في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم حزب الشعب الجزائري، وكان عضوا في المنظمة السرية وشارك في الهجوم على البريد المركزي في وهران، مع المجاهدين حسين آيت أحمد، والراحل أحمد بن علة وغيرهم في 6 أفريل 1949، وهو الهجوم الذي استعمل مدخوله لتمويل نشاط المنظمة السرية، كما كان عضوا في مجموعة ال22 التي اجتمعت في حي المدنية بالجزائر العاصمة في جوان 1954 والتي شرعت في الإعداد للثورة التحريرية. وكان الراحل من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بالثورة، ليلقي عليه الجيش الفرنسي القبض سنة 1955، وتنقل بين سجون البليدة، سركاجي بالعاصمة ثم وهران، ليغادر الحبس مع فجر الاستقلال. وعاش الراحل مرحلة الاستقلال بعيدا عن السلطة وصراعاتها، إلى غاية عودة الراحل محمد بوضياف إلى الجزائر لتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة، والذي كانت تربطه بالمرحوم أحمد بوشعيب صداقة متينة، وكلفه بالإشراف على الحزب الذي أراد تأسيسه ''التجمع الوطني''، إلا أن المشروع اختفى بعد اغتيال بوضياف في عنابة، ليرأس صديقه بوشعيب لجنة التحقيق في اغتياله. وهو الاغتيال الذي ترك أثرا بالغا في نفسه وصار قليل الحديث. وعانى في السنين الأخيرة كثيرا مع المرض، حيث تكفلت به ابنته في منزلها في شارع الصومام بوهران إلى أن فارق الحياة صبيحة أمس الأحد. وعاش المرحوم متواضعا بين وهران، وعين تموشنت مسقط رأسه والتي ناضل فيها إلى جانب المجاهد الكبير الشهيد محمد فرطاس. وفارق المرحوم أحمد بوشعيب الحياة دون أن يترك للجزائريين شهادته حول ما عاشه إبان مرحلة الحركة الوطنية ثم حرب التحرير، باستثناء ما كتبه عنه الصحفي سعيد مواس ضمن كتاب حول مجاهدي ولاية عين تموشنت.