تعرض موكب الأمين العام للأمم المتحدة، بعد دقائق من دخوله قطاع غزة عبر معبر بيت حانون أو ''إيريز''، كما تسميه إسرائيل، للرشق بالأحذية، احتجاجا منهم على رفضه استقبال عدد من ذوي الأسرى ومبعدي كنيسة المهد. نسبت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد السيد فهمي كنعان، أن ذوي الأسرى والمبعدين اعترضوا موكب بان كي مون بالأحذية، ولم تحل دون ذلك محاولات الأمن التابع للحكومة منعهم، ودعا بالمناسبة أمين عام الأممالمتحدة لتحمّل مسؤولياته والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني خاصة الأسرى والمبعدين والتدخل الفوري للإفراج عن الأسرى وإنهاء قضية مبعدي ''المهد'' والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. كما استقبل الأمين العام الأممي بعدد من مدن القطاع بأطفال الفلسطينيين الذين دمرت منازلهم، وهم حاملين لافتات كتبوا عليها ''غزة تعيش في ظلام دامس'' و''أغيثوا غزة'' و''أنقذوا أطفال غزة من الموت''. من جهته، اعتبر الحراك الشبابي الفلسطيني في بيان حصلت ''الخبر'' على نسخة منه، زيارة بان كي مون إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنها تأتي ''لإضفاء الشرعية على استمرار الاحتلال الاستعماري الصهيوني لأرضنا العربية الفلسطينية''. وقال البيان: ''اليوم بان كي مون يؤكد تخليه عن قيم النزاهة والمصداقية برفضه مجدداً الالتقاء بعائلات الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات بشعة في السجون الإسرائيلية في ظل تقاعس الأممالمتحدة عن تفعيل أدواتها وآلياتها في مراقبة ومحاسبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها بحق شعبنا وأسيراتنا وأسرانا''. وفي قطاع غزة انهمرت الأحذية باتجاه كي مون احتجاجا على مواقفه حيال أهالي الشهداء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعد أن رفض الالتقاء بهم والاطلاع على معاناتهم. وفي سياق آخر، أكدت مصادر قيادية في السلطة الوطنية الفلسطينية أن القيادة الفلسطينية مصممة على شروطها بشأن العودة للمفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي. وقال واصل أبو يوسف، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في تصريح خاص ل'' الخبر''، إنه رغم العروض التي تقدم بها المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فإن القيادة متمسكة بموقفها وهو عدم العودة للقاءات الاستكشافية. وأوضح أبو يوسف أن العرضين يتركزان على ما يسمى بوادر حسن نية تقدمها حكومة الاحتلال تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتضمن إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، بالإضافة إلى نقل بعض المناطق بالضفة الغربيةالمحتلة إلى السيادة الفلسطينية، وتخفيف اقتحامات جيش الاحتلال إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأمن الفلسطينية.