روى الإمام البَغوي في تفسيره والواحدي في أسباب النُّزول، أنّ ثوبان مولى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وكان شديد الحُبِّ لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قليل الصبر عنه، أتاه ذات يوم وقد تغيَّر لونه يُعرف الحزن في وجهه، فقال له صلّى الله عليه وسلّم: ''ما غيَّر لونك''؟. فقال: يا رسول الله، ما بي من مرض ولا وَجَع، غير أنِّي إذا لم أرَك استوحشت وحشة شديدة حتّى ألقاك، ثمّ ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك، لأنّك تُرفَع مع النّبيّين، وإنّي إن دخلتُ الجنّة في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً. فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} النساء .69