يجمع العديد من سكان الريف في فالمة، على أنّ صيد الأرنب البرّي، وقت اشتداد تراكم الثلوج، كانت الهواية المفضلة لدى الأسلاف والأجداد. ويؤكد بعض من تحدثنا إليهم من سكان قرى عين الخروبة، وبوغدير، ومرمورة وفج الريح بالجهة الغربية للولاية، بأنّ الأسلاف في القديم كانوا ينتظرون حلول العواصف الثلجية بفارغ الصبر، لممارسة هواية اصطياد هذا الحيوان البرّي. فهم، مثلما ذكر لنا عمي حسين من بلدة عين الخروبة، يرون في اصطياده بواكير الفروسية التي كان يتحلى بها الأجداد، في التكيف مع الطبيعة، لحظات الغضب القصوى. ويمضي محدثو ''الخبر'' في القرى التي زرناها خلال العاصفة الثلجية، للقول إنّهم يترقّبون في الساعات الأولى من الأيام المثلجة أثر أقدام هذا الحيوان الذي لا يقوى، حسبهم، على الجري، بسبب اشتداد البرودة، حيث تتم محاصرته ومن ثم إلقاء القبض عليه. ويضيف محدثونا بأنّهم يتلذّذون كثيرا بأكل لحم الأرنب البري، لما يرون فيها من نشوة الصيد الثمين الشاق، غير أنّهم يبدون أسفهم على طرق اصطياد بعض الشباب لهذا الحيوان اليوم، حيث باتوا يرمونه بالحجارة وبالعصي للقبض عليه، وهو ما يرون فيه خروجا عن آداب ممارسة الصيد الموروثة عن الأسلاف، الذين كانوا لا يصطادونه داخل مربضه، ولا يضربونه بحجر أو عصى، بل يحاصرونه حتى يستسلم منهكا، بفعل الجري وسط الثلج.