إنّ كيفية صلاة الاستخارة كما قال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في الحديث الّذي رواه جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، والّذي أخرجه الشيخان وغيرهما، قال جابر: ''كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يُعلّمنا الاستخارة في الأمور كما يُعلّمنا السورة من القرآن يقول: ''إذَا هَمَّ أحدُكم بأمْرٍ أو بإرادة خروج فَلْيَرْكَع ركعتين مِن غير الفريضة ثمّ يقول: اللّهمّ إنّي أسْتَخِيرُك بعِلْمِكَ وأسْتَقْدِرُك بِقُدْرَتِك وأسْأَلُك مِن فَضْلِكَ العظيم، فإنّك تقْدِرُ ولا أقْدِرُ وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ وأنتَ عَلاَّم الغُيُوب، اللّهمّ إنْ كُنْتَ تَعْلَم أنّ هذا الأمر (وتسمّيه بعينه، سفراً، زواجاً، دراسة، تجارة... الأمور المباحة الّتي لا تعرف عاقبتها ولا تأثيرها على دينك ودنياك وآخرتك، لا في الفرائض المعلومة من الدِّين بالضرورة.. فلا استخارة في الجهاد ولا في صِلة الرّحم مثلاً وهكذا...) خيْرٌ لي في ديني ودُنياي وآخِرَتي وعاقِبَةَ أمْري وعاجِلِه وآجِلِه فأقْدِرْهُ لِي ويَسِّرْهُ لي ثُمّ بَارِك لِي فيهِ وإلاّ فاصرفه عنِّي ويَسِّر لي الْخَيْرَ حَيْثُ كَان ما كُنْت وَرَضِّنِي بِقَضَائكَ يا أرْحَم الرّاحمين''.. ذكر هذه الكيفية الشيخ الإمام سيدي عبد القادر الجيلالي، رضي الله عنه، في الغُنْيَة. أمّا عن تلك الأموال المحجّرة للأصنام، والّتي شَدّد الله تعالى في توبيخ عُبَادها كما سبق في الآية 136 من سورة الأنعام، فقد روى أنّ كفار مكة كانوا يعينون شيئاً من حرث ونتاج لله ويصرفونه إلى الضيفان والمساكين وشيئاً منهما لآلهتهم وينفقونها على سدنتها (خُدّام الصنم) ويذبحون عندها، ثمّ إن رأوا ما عيّنوه لله أزكى بدّلوه بما لآلهتهم، وإن رأوا ما لآلهتهم أزكى تركوه لها حُبّا لها.. وفي قوله تعالى {مِمَّا ذَرَأَ}، تنبيه على فرط جهالتهم، فإنّهم أشركوا للخالق في خلقه جماداً لا يقدر على شيء ثمّ رجّحوه عليه بأن جعلوا الزّاكي له، كما جاء في تفاسير الثقات.