أولى الخطوات في الطريق أن يتميّز هذا المنهج ويتفرّد ولا يتلقّى أصحابه التّوجيه من الجاهلية الطّامة من حولهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ (...)
السّعادة النّفسية هي أيضًا الثّمرة من الاتصال بين الإنسان وخالقه في نظر القرآن، والإنسان اليوم تعمى عليه الطريق الّتي توصله إلى هذه السّعادة، فيظن أنّها في إرضاء شهواته ما وسعه إمكانه، ولكن السّعادة الحقيقية ليست في إشباع هذه الشّهوات لأنّها جميعًا (...)
إنّ شهر رجب شهر من الأربعة حُرُم الّتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، قال عزّ وجلّ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ (...)
معلوم أنّ إسماعيل وأمّه هما اللّذان كانَا بمكة دون إسحاق وأمّه، ولهذا اتّصل مكان الذّبح وزمانه بالبيت الحرام الّذي اشترك في بنائه إبراهيم وإسماعيل وكان النّحر بمكّة من تمام حجّ البيت الّذي كان على يد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السّلام، زمانًا (...)
سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق. فلنسبه من الشّرف أعلى ذروة وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوّه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم. فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذه. فقد (...)
الحكم الإسلامي يصون الأعراض صيانة كاملة، ولا يسمح لأحد أن يمسّها بسوء ولا شيء كقذف الأعراض يشيع الفاحشة في المجتمع ويزيل التّوازن من النّفوس، يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ (...)
أظهر الله سبحانه وتعالى خوارق باهرة إيذانًا منه تعالى بإقبال خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، نعم من قبل ولادته كان حادث الفيل والّذي يعني أنّ القدرة الإلهية تدخّلت سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام ولم تترك حمايته للمشركين حتّى لا يكون لهم يد على بيته (...)
الإسلام بتشريعه العادل، قد وضع الأسس الكفيلة لمحاربة الفقر وقرّر حقّ الحياة الكريمة لكلّ إنسان، ووضع من التشريعات ما يؤمن لكلّ فرد الحدّ الأدنى من مسكن ومطعم وكساء، ورسم للمجتمع المسلم مناهج عملية للقضاء على الفقر نهائيًا كأخذ الزّكاة ولو قهرًا (...)
لقد وجد الحكماء وأرباب الاختصاص أنّ عدد مرضى النّزلات المعوية بالذّات ومرض القولون يقلّون في رمضان عن غيره من الشّهور، كما أنّ فاعلية العقاقير تزيد في شهر رمضان عنه في الشّهور الأخرى، لأنّ المريض عادة ما يناقض علاجه الطبي عندما يأكل الممنوعات ويعرض (...)
كلّ ما وصل إلى الجوف من وَجور (دواء يصبّ في الفم) أو سعوط (دواء يصب في الأنف) أفطره، وعليه في ذلك كلّه القضاء فقط ولا شيء عليه في الحقنة. لأنّ الفطر ممّا دخل من الفم ووصل إلى الحلق والجوف.
ومن استقاء عامدًا فعليه القضاء لا غير، ومَن ذرعه القيء فلا (...)
لمّا كان اعتدال البدن وصحّته وبقاؤه إنّما هو بواسطة الرّطوبة المقاومة للحرارة، فالرّطوبة مادة، والحرارة تنضجها، وتدفع فضلاتها وتصلحها وتلطّفها، وإلاّ أفسدت البدن ولم يمكن قيامه، وكذلك الرّطوبة هي غذاء الحرارة، فلولا الرّطوبة، لأحرقت البدن وأيبسته (...)
ولا فرق بين المفطر عامدًا بأكل أو شرب أو جماع في وجوب الكفّارة التي ذكرنا مع القضاء. ومَن رفع نيّة الصّوم في بعض النّهار معتمّدًا فلا شيء عليه وصحّ صومه إلاّ إن أكل أو شرب عامدًا ذاكِرًا لصومه فعليه القضاء والكفّارة كما قلنا. وكلّ مَن لزمته الكفّارة (...)
الصّوم مدرسة خُلُقية كبرى يتدرّب فيها المؤمن على خصال كثيرة، فهو جهاد للنّفس ومقاومة للأهواء ونزغات الشّيطان الّتي قد تلوح له، وهو سرّ الاستعاذة بالله وجوهرها، قال جلّ ذِكرُه: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ (...)
الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظله تلتقي مشاعر الحب والرحمة والتكامل، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة، وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة وتفسر الحياة وتتعامل مع الحياة والطفل (...)
روى الحافظ أبو بكر البزّار في مسنده بإسناده عن بريد عن أبيه أنّ رجلاً كان في الطّواف حاملاً أمّه يطوف بها فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هل أدّيتُ حقّها؟ قال: “لا ولا بزفرة واحدة”.
ولكن رابطة الوالدين بالوليد على كلّ هذا الانعطاف وكلّ هذه الكرامة (...)
لقد جعل الإسلام للأبناء حقوقًا على الآباء، فأمر الزوج أن يتخيّر الزوجة الصالحة لما في ذلك من الأثر الطيّب في تربية الأولاد قال تعالى: {ولا تَنكِحوا المشركات حتّى يؤمن، ولأمَةٌ مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا، ولعبد (...)
الأسرة هي المحضن الطبيعي الّذي يتولّى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلّه تلتقي مشاعر الحبّ والرّحمة والتّكامل، وتنطبع بالطّابع الّذي يلازمها مدى الحياة، وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة وتفسّر الحياة وتتعامل مع (...)
الأزواج والأولاد قد يكونون مَشغلة ومَلهاة عن ذِكر الله كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُون} (...)
إذا جئنا نتحدث عن الطّاقة البشرية (في عوامل النّصر الحقيقية) عندنا وعندهم من حيث النّوع والكيف فلا قياس ولا نسبة بين إنساننا وإنسانهم، لا في الشّجاعة ولا في الثّبات ولا في التّضحية ولا في الاستهانة بالموت.
ولقد حسم القرآن قضية جبن اليهود وحرصهم على (...)
وقعت هدنة بين اليهود والعرب، ثمّ عادت الحرب عندما حصل اليهود على الطائرات والعتاد الثقيل، وفي أوائل سنة 1949م توقف إطلاق النّار بين العرب واليهود بعد أن ضمّت إليها ما استطاعت من أراضي الفلسطينيين وقد اتبعت إسرائيل أبشع وسائل العدوان والإرهاب مع سكان (...)
الحكمة والموعظة الحسنة والصّفح الجميل، انطلاق يقتضي أن يكون الدّاعي إسلامًا يمشي على الأرض، لا تتناقض أسراره وسلوكه ولا أقواله وأفعاله، انطلاق يقتضي حتميًا إعداد جيل يكون المجتمع الإسلامي ويدافع عن الحقّ وأهله ولا يخاف في الله لومة لائم.. وما نهض (...)
تنزيل الملائكة، وعلى رأسهم جبريل عليه السّلام، بإذن ربّهم ومعهم هذا القرآن باعتبار جنسه الّذي نزل في هذه اللّيلة المباركة، وانتشارهم فيما بين السّماء والأرض في هذا المهرجان الكوني، الّذي تصوّره كلمات السورة تصويرًا عجيبًا.
لقد فرّق في هذه اللّيلة (...)
هذه اللّيلة المباركة الموعودة المشهودة الّتي سجّلها الوجود كلّه في فرح وغبطة وابتهال، ليلة القدر. ليلة التّقدير والتّدبير {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى، ليلة بدء نزول هذا القرآن المجيد من الربّ (...)
للصّوم ثلاث مراتب: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص. فأمّا صوم العموم فهو كفّ البطن والفرج عن قضاء الشّهوة. وأمّا صوم الخصوص فهو كفّ النّظر واللّسان واليد والرجل والسّمع والبصر وسائر الجوارح عن الآثام. وأمّا صوم خصوص الخصوص فهو صوم القلب عن (...)
بلغت دعوة الإسلام أطراف الجزيرة النائية فأمَّر عليه الصّلاة والسّلام بعض صحبه الكرام بتعليم النّاس مبادئ الدّين الحنيف، وعهد إلى آخرين بجمع العشور من البلاد الّتي دخل أهلها في الإسلام.
وكانت الرّوح القبلية متأصّلة في بلاد العرب، وما كانت إلاّ لتزداد (...)