صعّبت الثلوج المتراكمة في عدة ولايات، على غرار جيجل والمدية وتيزي وزو والبليدة، حركة المواطنين، ما يجعل العودة إلى مقاعد الدراسة اليوم مهمة شبه مستحيلة. في الوقت الذي فتحت فيه بعض الجهات قضية التلاعب بالإعانات التي منحت للمنكوبين. ازدحام في الطرقات جراء الثلوج المتكدسة التلاميذ والجامعيون يعودون بصعوبة إلى دراستهم بالمدية يعود آلاف التلاميذ والجامعيين، اليوم، إلى مقاعد الدراسة، بالمدية، وسط مخاطر الجليد والثلوج المتكدسة على أرصفة الشوارع، بعد أزيد من أسبوعين من التوقف الاضطراري عن مواصلة التعليم بمجموع المؤسسات التربوية والجامعية، تحت ظروف العاصفة الثلجية. و لوحظ تأخر كبير في تدخل الهيئات العمومية لإزاحة هذه الأخطار من الأرصفة، مما يبقي على القلق وشبه حالة الطوارئ في الوسط الأسري، وسط استفهامات عدة عن هذا الغياب والتماطل في نزع الخطر من الطرقات، ولو باستعمال الملح لإذابة الثلوج والجليد المتراكمين. كما يضطر بعض أصحاب النقل الجماعي لتجنب دخول المحطة الرئيسية للنقل البري، في أولى ساعات الصباح، واستحداث مواقف لخدمة زبائنهم عبر عموم شوارع المدينة إلى غاية العاشرة صباحا، بعد ذوبان الجليد تحت أشعة الشمس. كما تبقى العودة المبكرة إلى مختلف مرافق التعليم بالقطب الجامعي بالمدية، محفوفة بالمخاطر، بسبب الجليد المتراكم على الأرصفة والممرات نحو قاعات التعليم، ومختلف الإقامات الجامعية، التي لازالت ساحاتها الداخلية مغطاة بالثلوج. ص. س
المؤسسات التربوية بتيبازة إضرابات واحتجاجات بسبب غياب التدفئة سارعت مصالح سونلغاز بتيبازة إلى ربط ثانوية عبدي أحمد ببلدية سيدي غيلاس، نهاية الأسبوع، بشبكة غاز المدينة بعد توقف التلاميذ عن الدراسة لمدة أسبوع كامل، متحدّين الإدارة التي طالبتهم بالعودة إلى مقاعد الدراسة، في حين ربط التلاميذ عودتهم بتشغيل نظام التدفئة بالثانوية التي دشنت منذ 3 سنوات، الأمر الذي استجابت له الجهات المختصة، بعدما وجد المضربون تضامنا من طرف الأساتذة الذين ركزوا على العمل بضمان الحد الأدنى من الخدمة، وتقديم الدروس لتلاميذ الأقسام النهائية فقط في غضون الإضراب، فيما يعيش تلاميذ المتوسطة البرد القارس أثناء التمدرس. ولم تسلم بعض الأقسام الدراسية بمتوسطة بوستة عبد القادر في بلدية تيبازة من المشكل ذاته، حيث عبّر تلاميذ القسم الثالث بالسنة الثالثة متوسط عن تأثر تحصيلهم العلمي سلبا بسبب التمدرس في ظروف قاسية نتيجة البرد الشديد، مطالبين بتوفير التدفئة بالقسم، وحاول التلاميذ الاحتجاج غير أن الإدارة حالت دون ذلك. أما بثانوية تركية محمود ببواسماعيل شرقي الولاية فقد احتج التلاميذ ومعهم الأساتذة، ورفض التلاميذ الالتحاق بمقاعد الدراسة لعدة أيام، بحر الأسبوع، بسبب استحالة التمدرس وسط البرد القارس، يقول التلاميذ المضربون وأساتذتهم، الذين ختموا الأسبوع الدراسي الفارط بتوقف 440 تلميذ عن الدراسة و20 أستاذا عن العمل بسبب هذه الظروف. وعاشت ثانوية بن دومي بفوكة توقفا عن الدراسة من قبل 200 تلميذ من مجموع 280 متمدرس، عدة مرات، وبلغت نسبة الإضراب 80 بالمائة، احتجاجا على انعدام التدفئة داخل الأقسام. فيما شهدت متوسطة أحمد يحياوي ببواسماعيل إضرابا عن التدريس من قبل 28 أستاذا من مجموع 41 أستاذا، احتجاجا على انعدام التدفئة داخل الأقسام. ونفس الأجواء عاشتها متوسطة يونس عبد الله بعين تفورايت التي أضرب بها التلاميذ وساندهم الأساتذة، والحال نفسها بمدرسة عبد الله مختاري ومدرسة جلول سرايري بمناصر، ومدرسة محمد طيبي، احتجاجا على عدم وجود أجهزة التدفئة بمؤسساتهم. وفي سياق معاناة تلاميذ المؤسسات التربوية بتيبازة مع المشكل، يجد تلاميذ المدرسة الابتدائية محمد غالم بمنطقة وادي الحمام بشرشال صعوبة في التأقلم مع ظروف التمدرس الممزوجة بالبرد القارس، نتيجة غياب التدفئة عن المدرسة، رغم سعي إدارتها تجاه السلطات المحلية لحل المشكل دون جدوى، يحدث ذلك رغم برودة المنطقة. وفي نفس السياق يعاني تلاميذ مدرسة 18 فيفري بحي المهام بشرشال نفس الظروف، كما يعاني تلاميذ متوسطة ابن باديس بنفس البلدية من التمدرس وسط أجواء باردة، نتيجة تعطل نظام التدفئة، حيث توقف 90 أستاذا عن العمل بالمتوسطة، هذا الخميس احتجاجا على الوضع. وفي السياق، عبّر العديد من مديري المؤسسات التربوية بالولاية عن الصعوبات التي يجدها التلاميذ في تمدرسهم من دون تدفئة. وأعرب البعض عن امتعاضهم من عدم تجاوب الجهات المختصة في إعادة الأمور إلى نصابها، وتزويد المؤسسات التربوية التي تفتقر لنظام تدفئة أو إصلاح الموجود لتفادي الاضطرابات، وتمكين المتمدرسين من تحصيل علمي في ظروف عادية.
الثلوج ردمت عشرات السيارات بالبليدة لا تزال كميّات الثلوج التي تساقطت منذ بداية فيفري الحالي تُحاصر قاطني أعالي بلدية الشريعة بالبليدة، خاصّة بالمسالك الوعرة والأحياء الضيّقة، فيما تعذّر على أصحاب السيارات استرجاعها، بعدما ردمتها الثلوج. قالت مصادر عليمة ل''الخبر'' إنّ المصالح البلديّة لم تحرّك ساكنا اتجاه الوضع، بالرغم من تدعيمها بكاسحات الثلوج، حيث لا تزال العائلات تعيش العزلة داخل منازلها، بسبب تراكم الثّلوج بالمسالك والأحياء المؤديّة إلى مقرّ سكناهم. كما ناشد أصحاب السيّارات بينهم سيّاح قصدوا جبال الشريعة للتمتّع بمنظر الثلج، منذ الجمعة ما قبل الماضية، الجهات المعنية التدخل لاسترجاع نحو 20 مركبة ردمتها كميّات الثلوج. وفيما سمح تدخّل عناصر وحدات الدرك الوطني والجيش بفتح الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة، حيث استمرّت العملية لمدّة 6 أيام عبر مسافة 18 كلم، لا تزال الطريق مفتوحة على الاتّجاه الواحد عند النقطة الكيلومترية رقم 15، بسبب السقوط الكثيف للثلوج التي فاق سمكها 3 أمتار.
بعد توزيع المؤن الغذائية على المنكوبين بميلة عائلات تشكو تعسف المنتخبين وأخرى تندد ببيع المعونات بعد مرور أسبوع عن آخر تساقط للثلوج، والذي أدى إلى تعميق المعاناة لدى العائلات القاطنة بالمناطق الجبلية بميلة، لا تزال عائلات يخلف وبلحناش وبلغيموز وبلواعر بمشتة بني عفاق السفلى ببلدية ترعي باينان، تعاني من العزلة التي فرضتها الثلوج، وزادت المعاناة حدة لرفض المنتخبين تزويد هذه العائلات بالمؤن الغذائية. صرح أحدهم أنهم سئموا الوعود التي يقدمها المنتخبون بالبلدية منذ أكثر من خمسة عشر يوما. وأن مصالح البلدية بررت تأخرها في إيصال المؤن الغذائية التي وزعتها الولاية، بكون العملية متواصلة، وتتم مرحليا، غير أنه تأكد أن بعض المنتخبين بالبلدية يتعمدون ممارسة الأساليب الإقصائية، حتى في حالة الأزمات التي تتطلب تضامن الجميع ونبذ الخلافات السياسية. وأشار أحدهم أن ما يؤكد هذا الإقصاء والممارسات التمييزية على أساس الانتماء الحزبي، هو أن البلدية قامت قبل نحو أسبوع بتوزيع المؤن الغذائية على عائلات بالمشتة، وترفض إلى غاية كتابة هذه الأسطر أن يشمل توزيع المواد الغذائية وفك العزلة باقي العائلات، التي تناشد والي الولاية التدخل لإنقاذهم من ''تعسف المنتخبين المحليين''. من جهتهم أكد مواطنون بمشاتي بلديات المنطقة الشمالية للولاية، والتي وصل بها سمك الثلوج ثلاثة وأربعة أمتار، أنهم وقفوا على حقيقة تثير الكثير من التساؤل، وتتمثل في العثور على مواد غذائية مخصصة للعائلات المنكوبة، تباع لدى بعض التجار، وتشمل كيس سميد وزيت المائدة خمسة لترات ، بسعر لا يتجاوز ألف دينار. فيما تباع ''القهوة'' عالية الجودة بسعر ثمانين دينارا. وطالب المواطنون بفتح تحقيق في هذه الأحداث.
طوابير طويلة طوال اليوم بسكيكدة ثورة الغاز تهز استقرار عاصمة الغاز تشهد عدد من بلديات الولاية احتجاجات يومية بسبب غياب وانعدام غاز البوتان، الذي أصبح من الصعب على السكان الحصول عليه في مثل هذه الظروف الجوية السيئة، فبعد الاحتجاجات التي شنها سكان عاصمة الولاية، أقدم، زوال أمس الأول، سكان قرية الزان ببلدية عين قشرة على غلق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين سكيكدةوجيجل، احتجاجا منهم على انعدام غاز البوتان. ويرى بعض المحتجين الذين كانوا في قمة الغضب بأنهم مهمشون من قبل السلطات، التي وقفت ساكنة حيال معاناتهم مع أزمة الغاز، مضيفين أن العديد منهم يقضون لياليهم في الطرقات ينتظرون قدوم الشاحنات، دون أن يحصلوا على قارورة واحدة، الأمر الذي أثار استياءهم، مؤكدين أن العديد من العائلات أصبحت تعد وجبات باردة لغياب غاز البوتان لديهم، مشيرين إلى أن ربط منازلهم بغاز المدينة، كباقي بلديات الجهة الغربية، أصبح من المستحيلات. وعلى مستوى طول الطريق الوطني تزداد يوميا حالة الطوابير الطويلة للمواطنين من أجل الحصول على قارورة غاز، بعد أن رفض الموزعون الدخول إلى الأحياء السكنية لبيعها، خوفا من حدوث اعتداءات وخلق الفوضى، ما دفع بالعائلات للتوجه إلى حواف الطرقات أو مركز تعبئة قارورات غاز البوتان ببين الويدان من أجل الحصول عليها. وهي الوضعية نفسها التي يعيشها سكان عاصمة الولاية التي شهدت هي الأخرى احتجاجات لغياب غاز البوتان، حيث تعرف مراكز التوزيع التابعة لنفطال طوابير طويلة طوال اليوم، مما دفع بالمصالح الأمنية للإشراف على توزيع غاز البوتان، خوفا من نشوب انزلاقات قد تحدث عقب ذلك. ويهدد السكان بتصعيد الاحتجاج في حال بقاء الأوضاع على حالها، وعدم تحرك السلطات للنظر في مشاكلهم.
قسنطينة سكان المدينة القديمة وقاطنو المنازل الهشة يطالبون بإنقاذهم ذكر العديد من سكان المدينة القديمة بقسنطينة أن الكميات الكبيرة من الثلوج التي تساقطت تسببت في ظهور تشققات وتصدعات أصبحت تشكل خطرا على حياتهم، مما استدعى الاتصال بمصالح الحماية المدنية التي سجلت عشرات التدخلات، من أجل معاينة مدى خطورة البنايات. نفس الوضعية يعيشها سكان البناءات الهشة في كل من أحياء قايدي عبد الله المعروف باسم عوينة الفول، ونهج الثوار، وغيرها من الأحياء القديمة، حيث سجلت عدة انهيارات جزئية، مع تشريد بعض العائلات التي اضطرت لمغادرة منازلها خوفا من انهيارها الكلي. في حين أن مئات العائلات تعيش وسط برك من المياه، بسبب ذوبان الثلوج، حيث تسببت التشققات في دخول كميات كبيرة من المياه داخل منازلهم، في الوقت الذي انتقد السكان تماطل السلطات المحلية كالبلدية في إيجاد حلول لهم. وعليه طالب القاطنون بالسكنات الهشة والقديمة والي الولاية بالإسراع في إيجاد حل لهم، قبل انهيار كلي لمنازلهم.
أكثر من 143 ألف مكالمة عبر الرقم الأخضر للدرك أفاد بيان خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني أن عدد المكالمات للرقم الأخضر بلغت، خلال الفترة من الممتدة من 1 إلى 15 فيفري، أكثر من 143 ألف مكالمة. كما أن أكثر من 80 ألف مكالمة كانت تتعلق باتصال السكان المعزولين في تيزي وزو وجيجل والمدية وبجاية بالدرك الوطني عبر الخط المجاني، من أجل التأكيد على أنهم بصحة جيدة، لعدم تمكنهم من الاتصال بأقاربهم مباشرة، لعدم امتلاكهم رصيدا في هواتفهم النقالة. وصاحب هذه المكالمات 6836 تدخل في الميدان، تعلق أساسا بمساعدة الأشخاص والتكلف بهم ونقل المرضى على متن سيارات الدرك الوطني، وفك العزلة على سيارات الأشخاص المحاصرة بالثلوج. كما تم تحويل 8835 مكالمة على مصالح شركة الكهرباء والغاز ''سونلغاز''، ونحو الحماية المدنية والشرطة.