لم تنفع اعتذارات كبار المسؤولين الأمريكيين وكبار قادة الجيش، بمن فيهم الرئيس باراك أوباما، للرئيس حميد كرزاي، في كبح جماح الحركة الاحتجاجية التي تهز منذ قرابة الأسبوع عددا من المحافظات الأفغانية، تنديدا بجريمة حرق المصحف الشريف من قبل جنديين أمريكيين داخل قاعدة باغرام العسكرية الغربية. تجددت، يوم أمس، المظاهرات بأربع ولايات أفغانية، وحسب ما جاء في برقية نسبتها وكالة الأنباء الفرنسية لمسؤولين محليين أفغان، فإن آلاف الأفغان تظاهروا بأربع ولايات، دون أن يوضح هؤلاء إن كانت المظاهرات المتواصلة تعبيرا عن استجابة المحتجين لحركة طالبان التي حضّت الشعب الأفغاني على قتل الجنود الأجانب ردا على إحراق نسخ من المصحف، أم أن الأمر لا يخرج عن نطاق حركة احتجاج عفوية رافضة سلوك الجنود الأمريكيين المشين. للإشارة جاء في بيان لحركة طالبان ''عليكم أن تشنوا هجمات باسلة على قواعد قوات الغزاة وقوافلها العسكرية، وأن تقتلوهم وتأسروهم وتضربوهم وتلقنوهم درسا حتى لا يجرؤوا بعد الآن على إهانة القران الكريم''. وبرر البيان دعوة الحركة بقوله ''بما أن حماية أرواح المسلمين وأملاكهم من واجب جميع المسلمين، فعل المحتجين أن يستهدفوا قوات الغزاة ومنشآتهم وليس أملاك الشعب''. وحسب المتابعين للأحداث الأفغانية، فإن بيان الحركة أعطى زخما إضافيا للحركة الاحتجاجية التي قد لا تنتهي في وقت قريب. ومن بين الأحداث الدامية التي سجلت، يوم أمس، كذلك تعرض مجمّع تابع للأمم المتحدة لهجوم مسلح خلف مقتل ثلاثة من المهاجمين، ليرتفع بهذا عدد ضحايا الأحداث منذ اندلاعها، حسب الحصيلة التي وزعتها، يوم أمس وكالة الأنباء الفرنسية، إلى سبعين ضحية، أربعة وعشرين منهم قتلوا في المظاهرات التي تعصف بالمدن المذكورة.