يواجه آلاف المصابين بالأمراض التنفسية، في ولايات غرب البلاد، ''خطر الموت'' بسبب انعدام دواء ''بريكورتيل'' منذ ثلاثة أشهر، الذي تنتجه مؤسسة صيدال، أضيفت إليه ''أزمة أوكسجين'' منذ 1 مارس الماضي، عندما قررت الشركة الألمانية ''ليند غاز'' رفع سعر القارورة من 200 إلى 1800 دينار فجأة ودون إعلام المرضى. ازدادت أوضاع المرضى المزمنين المصابين بأمراض تنفسية، من الذين يحتاجون إلى قارورات ''الأوكسجين''، سوء، بعد أن قررت المؤسسة الألمانية ''ليند غاز''، التي تملك 66 في المائة من رأسمال الشركة الجزائرية لإنتاج الغازات الصناعية والطبية ''أو. أن سي. إي''، رفع سعر القارورة الواحدة من الأوكسجين الطبي إلى 1800 دينار. علما أن المريض يحتاج إلى أكثر من 15 قارورة في الشهر، في حال اعتدال الأحوال الجوية، وقد يرتفع العدد إلى ما فوق 20 في حال تردي الجو بفعل الضباب، الحر، الرطوبة وغيرها. يحدث هذا في الوقت الذي اختفت الأدوية الجنيسة التي يجب أن يستهلكوها، وهي دواء ''بريكورتيل'' الذي تنتجه مؤسسة ''صيدال'' من صيدليات غرب البلاد منذ ثلاثة أشهر. وهو الدواء الذي يجب أن يستهلك منه المريض 8 أقراص يوميا، علما أن العلبة الواحدة تحتوي 30 قرصا. ودخل المرضى وأهاليهم في عناء كبير للعثور على هذا الدواء لدى معارفهم في المستشفيات أو في مدن وسط وشرق البلاد. أما الذين يملكون الأموال، فتوجهوا إلى الأدوية المستوردة غالية الثمن. وإذا كانت أزمة الأدوية معروفة الأسباب، فإننا لم نتمكن من معرفة أزمة الأوكسجين التي طرأت، وقد تنقلنا، صباح أمس، إلى مقر مؤسسة ''ليند غاز'' في حي الحمري بوهران، إلا أن مديرها الجهوي طلب منا العودة في يوم آخر ليفيدنا بتصريحه. يحدث هذا في الوقت الذي تستعد هذه الشركة لطرح منتوج جديد، مستورد طبعا، يتمثل في قارورات أوكسجين صغيرة يحملها المريض على كتفه وتلازمه في تنقلاته، عوض القارورات الحالية التي تسوقها. وتسعى الشركة الألمانية إلى إدراج هذه القارورات ضمن قائمة الأدوية التي يعوضها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. هذا ما علمناه من مصادرنا، لكن قبل ذلك يواجه المرضى المزمنون المحتاجون إلى الأوكسجين، خاصة محدودو الدخل، حالات صحية في غاية الخطورة، فمنهم من اضطر إلى شراء القارورة ب1800 دينار، مع ما يكلفه ذلك من مصاريف نقل وغيرها، في حين ''يختنق'' آلاف المصابين في مختلف ولايات غرب البلاد. ومعلوم أن مؤسسة ''ليند غاز'' توفر الأوكسجين الطبي للمرضى بعد تقديم وصفة طبية وتقبض منهم مبلغ 15 ألف دينار مقابل ''كراء'' قارورتين حديديتين، سعة الواحدة 12 لترا من الأوكسجين، ويقومون بإعادة ملئها كلما انتهى محتواها. وهو العلاج الذي لا يتحمله الضمان الاجتماعي. ونشير إلى أن ولاية وهران وحدها تضم أكثر من 30 ألف مريض مزمن مصاب بأمراض تنفسية، أغلبيتهم في دائرة أرزيو وبلدية الكرمة، منهم مئات المرضى الذين لا يمكنهم التخلي عن قارورة الأوكسجين، والذين طالبوا السلطات العمومية بأن تتدخل بسرعة لإعادة السعر إلى ما كان عليه، وتوفير دواء ''بريكورتيل'' ما دام ينتج في بلادنا.