شدد رئيس الفيدرالية الوطنية لمرضى الربو على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من انبعاث الغازات المحترقة من مركب تمييع الغاز بمنطقة أرزيو، والتي أضحت تشكل خطرا على مرضى الربو في كل من ولايتي مستغانم ووهران، اللتين تسجلان أعلى النسب في أمراض الربو و الحساسية على المستوى الوطني قد أكد رئيس الفيدرالية الوطنية، ل”الفجر”، أن درجة الرطوبة العالية في خليج أرزيو المقابل لولاية مستغانم، التي يصل معدلها إلى 60 بالمائة، إلى جانب تضاريس الولاية التي تحبس الرطوبة، تشكل أحد الأسباب التي جعلت ولاية مستغانم تحتل أولى المراتب على المستوى الوطني في عدد مرضى الربو، حيث تسجل الولاية أكثر من 40 ألف حالة أغلبها من الأطفال. كما أن الغازات المحترقة من أهم مسببات الحساسية والربو، ما ضاعف من عدد المرضى وزاد من معاناتهم. وفي سياق متصل أكد محدثنا أن تزايد أسباب أزمات الربو يمكن أن يؤدي إلى وصول المريض إلى درجة صعوبة التنفس الحادة، والتي لا يمكن التعامل معها إلا عن طريق استنشاق المريض للأوكسجين، للحد من خطر الوفاة الذي يبقى قائما، حيث لا يمكن الاحتفاظ بالمريض في المستشفى لمدة طويلة، فيما لا يمكن الحصول بسهولة على قارورات الأوكسجين التي يتعدى سعرها ألف دينار، والتي لا تكفي إلا لبضعة أيام دون احتساب المعاناة التي يسببها نقلها، بينما يصل سعر أجهزة إنتاج الأوكسجين إلى 17 مليون سنتيم، مشيرا إلى تدخل شركة سوناطراك بمنح 4 أجهزة، ما مكن من الحفاظ على حياة أربع مرضى كانوا بين الحياة والموت. وقد أكد محدثنا على ضرورة تعميق الدراسات في مجال الربو والحساسية، وهو ما تعمل عليه فيدرالية مرضى الربو التي تنظم سنويا أياما وطنية تقسم أهدافها على ثلاثة محاور، علمية، طبية واجتماعية، تقوم بجمع الشركاء الأساسيين من أطباء وباحثين ومخابر إنتاج الأدوية، إلى جانب الصيدليين والمرضى، للخروج بتوصيات الغرض منها الحد من معاناة مرضى الربو، خصوصا مع ارتفاع نسبتهم وطنيا من 5 إلى أكثر من 8 بالمائة خلال السنوات القليلة الماضية، ما يتطلب تضافر الجهود للحد من انتشار هذا المرض المزمن و توفير العلاج المناسب.