شهدت العاصمة التونسية أمس خروج المئات من مناصري التيار الإسلامي، حيث توجهوا إلى مقر التلفزيون الرسمي للتنديد بما أسموه ''التعتيم الإعلامي الممارس من طرف القناة'' وللمطالبة بالحق في الحصول على أخبار صادقة ومحايدة من التلفزيون العمومي. وكان عشرات المتظاهرين قد أقاموا اعتصاما منذ قرابة الأسبوع أمام مبنى التلفزيون العمومي، الذي غير التسمية عقب الثورة من ''القناة السابعة'' ليصبح ''الوطنية''، حيث رُفعت شعار ''الثورة توقفت عند عتبة التلفزيون''. ويعيب المتظاهرون على التلفزيون العمومي استمراره في ذات النهج في بث الأخبار الموالية لبعض الأطراف السياسية ''رغم فوز الإسلاميين وتسلمهم الحكم، إلا أن من يشاهد التلفزيون العمومي التونسي لا يشعر بهذا الفرق''، على حد تعبير أحد المتظاهرين الذي أشار إلى استياء المحافظين في تونس من أداء التلفزيون العمومي، ما دفعهم بالمطالبة ب''تطهيره من كل ما ليس له علاقة بالثقافة الإسلامية والثقافة التونسية''. ولم يتم تسجيل أي تجاوز، حيث طوقت قوات الأمن التونسي المظاهرة مع الإشارة إلى أن العشرات ظلوا مستمرين في اعتصامهم في تأكيد على أنهم لن يبارحوا المكان ما لم تستجب السلطات التونسية لطلبهم في ''تطهير التلفزيون العمومي''. الجدير بالذكر أن المعارضة التونسية اتهمت حزب النهضة الحاكم بوقوفه وراء هذه المظاهرة في محاولة لتبرير التغييرات التي يريد إجراءها في هيكلة التلفزيون العمومي، وقد أكد سفيان بلحاج، صحافي بالقناة لوكالة الأنباء الفرنسية أن ''القناة العمومية بحاجة إلى إصلاحات، لكن هذا لا يعني اللجوء إلى الضغط من أجل تحويلها إلى ناطق باسم ''النهضة''.