نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، الثلاثاء 13-03-2012، تقريرا يكشف أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تلقى 42 مليون جنيه إسترليني (نحو 65.7 مليون دولار) من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، استخدمها في تمويل حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية عام 2007. استندت الصحيفة البريطانية على وثائق نُشرت في موقع "ميديابارت" الفرنسي، قال إن شروط تسليم المبلغ جرى الاتفاق عليها في اجتماع بين الزعيمين في ليبيا قبل عامين من انتخاب ساركوزي. ووتقول مذكرة حصل عليها "ميديابارت" إن الاجتماع الذي انعقد يوم 6 أكتوبر 2005 بين القذافي وساركوزي تمخض عن سداد مبلغ تمويل حملة ساركوزي بالكامل، وكان الأخير حينها وزيرا لداخلية فرنسا، وكان طامحا لخلافة جاك شيراك في رئاسة الجمهورية. وتحظر قوانين تمويل الحملات السياسية على المرشحين استلام مبلغ نقدي تتجاوز قيمته 7500 يورو (9900 دولار تقريبا)، غير أن "ميديابارت" تقول إن مبلغ 65.7 مليون دولار الوارد في المذكرة تم تحويله إلى حسابات طرف ثالث لدى بنوك في بنما وسويسرا. وجرى فتح الحساب في سويسرا باسم شقيقة جان فرانسوا كوبي - وهو زعيم حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم الذي ينتمي إليه ساركوزي- وهي واحدة من أنشط العاملات في حملة إعادة انتخاب الرئيس الحالي. وأوردت المذكرة أن زياد تقي الدين، وهو تاجر سلاح يُعرف اختصارا بالحرفين "ز. ت"، وتربطه علاقة وثيقة بأقرب معاوني ساركوزي، كان يشرف على التدابير المتعلقة بعملية التمويل، كما أشارت المذكرة إلى أن تقي الدين عقد عدة اجتماعات في السابق مع سيف الإسلام القذافي الذي قال العام الماضي أن ليبيا موَّلت حملة ساركوزي الانتخابية. وقال سيف الإسلام المعتقل حاليا في ليبيا "على ساركوزي أن يرد المبلغ الذي حصل عليه من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية. . لقد مولناه، ولدينا كافة التفاصيل ونحن على استعداد للكشف عن كل شيء". وقد نفى ساركوزي حصوله على أموال من القذافي، وقال "إذا كان قد موَّلني فسأكون عندها ناكرا للجميل"، مضيفا "القذافي الذي اشتُهر بأقواله السخيفة ذهب إلى القول بأن هناك شيكات بالمبلغ. . حسناً، فعلى ابنه أن يمضي قدما ويبرزها". وتأمل المعارضة الفرنسية في أن يظهر دليل واحد يدين ساركوزي في هذه القضية، حتى تقطع الطريق أمامه نهائيا للوصول إلى الرئاسة مرة ثانية.