فيضانات تحاصر عائلات بالمدية وسكان مفتاح يحتجون إعصار بحري يثير الهلع بساحل تيبازة أصدر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، عشية أمس، نشرة جوية خاصة، حذر فيها من تهاطل أمطار غزيرة خلال ال48 ساعة المقبلة عبر 22 ولاية. يحدث هذا في الوقت الذي تسبب سوء الأحوال الجوية الأخيرة، في وفاة 4 أشقاء اختناقا بالغاز في تيبازة وانهيار عمارات وبيوت قصديرية في العاصمة. وجاء في بيان الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن بعض ولايات الوطن ستشهد، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، سقوط أمطار تكون رعدية في بعض الأحيان، تتخللها فترات من الصحو. واستنادا إلى نفس المصدر، فإن الولايات المعنية بسقوط هذه الأمطار إلى غاية اليوم الاثنين هي عين تموشنت ووهران ومستغانم والشلف وغليزان ومعسكر وتيبازة وعين الدفلى، وستتجاوز كميات الأمطار بهذه الولايات ال40 ملم محليا. كما ستشهد ولايات المدية والجزائر العاصمة والبليدة وبومرداس وتيزي وزو وبجاية وجيجل وبرج بوعريريج وشمال سطيف وسكيكدة وعنابة والطارف وفالمة وسوق أهراس، سقوط هذه الأمطار إلى غاية يوم غد الثلاثاء، ستقدر ب50 ملم محليا خلال الفترة المحددة أو تتجاوز 70 ملم في كل من بجاية وجيجل وسكيكدة. هلاك أربعة أشقاء في تسرب لغاز المدينة بشرشال في تيبازة لقي أربعة أشقاء من بينهم 3 فتيات، مساء أول أمس، حتفهم في منزلهم الكائن بحي الميناء بشرشال في ولاية تيبازة، في حادث اختناق بغاز المدينة، حيث تم نقلهم من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى المدينة قبل نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى سيدي غيلاس. كانت الساعة تشير إلى السابعة و20 دقيقة، عندما تلقت مصالح الحماية المدنية بشرشال اتصالا هاتفيا من جيران الضحايا بغرض التدخل لنقل أشخاص تعرضوا لاختناق بغاز المدينة، وإثر ذلك تدخلت ذات المصالح حيث اكتشفت جثث أربعة أشقاء ويتعلق الأمر ب''ح.س'' 19 سنة طالبة جامعية، ''ح.أ'' 14 سنة تلميذة بالمتوسط، ''ح.أ'' 13 سنة تلميذ بالطور المتوسط وشقيقتهم الصغرى ''ح.ك'' 9 سنوات تلميذة بالابتدائي، فيما وجدت الأم ''ح.ف'' 41 سنة في حالة إغماء حيث قدمت لها الإسعافات. وأشار جيران الضحايا والمقربون من الأم إلى أن هذه الأخيرة عاملة خياطة بمدينة شرشال، كانت في مقر عملها عندما اتصلت بابنها لتطلب منه إحضار سترة، غير أن هذا الأخير أجاب والدته بعجزه عن ذلك لإحساسه بصداع في رأسه، وهو ما أخذته الوالدة من باب التدلل، قبل أن تتوجه إلى سوق المدينة بغرض اقتناء حاجياتها وعند دخولها المنزل تفاجأت بأبنائها الثلاثة الأصغر سنا في حالة النائم وبوضعيات مختلفة، قبل أن تكتشف أن ابنتها الكبرى التي كانت في الحمام ساقطة على الأرض وعلى جسمها الفوطة، لتتيقن أن باقي الأبناء قد أصيبوا باختناق بسبب تسرب غاز البروبان من سخان الماء، لتستغيث بالجيران قبل أن يغمى عليها هي الأخرى. وقال مقربون من الوالدة إن البنت الكبرى تناوبت على تحميم أشقائها قبل أن تأخذ حماما هي الأخرى، كما أن ابنها الأصغر لم يكن قد فارق الحياة حين اكتشافها الأمر، غير أنه سرعان ما توفي لطول مدة تعرضه للاختناق. وعبّر سكان مدينة شرشال عن ألمهم العميق للحادثة التي تعرضت لها العائلة التي تعيش وضعية اجتماعية صعبة بعد وفاة الأب، تاركا للوالدة أربعة أبناء تشقى لتحصيل قوتهم. انهيار جزئي ل6 عمارات و6 بيوت قصديرية بالعاصمة جرفت السيول الأخيرة التي اجتاحت العديد من ولايات الوطن 6 بيوت قصديرية ببولوغين، وتسببت في انهيار أجزاء كبيرة ب6 عمارات هشة بباب الوادي في العاصمة. وخرج سكان البنايات الهشة بباب الوادي في العاصمة، صباح أمس، للشارع، وقطعوا الطريق المؤدي إلى مركز الأمن الحضري الخامس، بعد قضاء الليلتين الماضيتين في العراء، جراء انهيار أجزاء كثيرة من بناياتهم المصنفة في الخانة الحمراء منذ ,2007 والتي تضررت خلال تقلبات الطقس الأخيرة التي شهدتها العاصمة وضواحيها، محدثة هلعا كبيرا وسط السكان الذين خرجوا، أمس، للشارع، منددين بتجاهل السلطات المحلية لوضعيتهم التي تجاوزت مرحلة الخطر، حسب تصريحات المتضررين ل''الخبر''. واتهم سكان العمارات المنهارة المتواجدة ب''شارع ابراهيم غارافة، 6 شارع ماضي العربي، 18 شارع مروابي حميد، 24 شارع عبد الرحمان و2 شارع الداي''، رئيس البلدية والوالي المنتدب بالتخلي عنهم وعدم استقبالهم أمس، رغم خطر الموت الذي يترصدهم من حين إلى آخر. وأفادت العائلات المتضررة بأنهم غادروا بناياتهم التي وصفوها ب''عمارات الموت'' بأمر من فرق الحماية المدنية ومصالح الأمن التي تدخلت ليلة أول أمس، حسب تصريحاتهم، لانتشالهم من خطر الموت ردما، بعد أن غمرتهم السيول التي لم تقف أمامها جدران وأسقف العمارات الهشة التي انهارت وتشقق معظمها. ومن جهة أخرى، اعتصم سكان الحي القصديري ''كونتابات'' بباسكال في بوزريعة، أمس، أمام مقر المقاطعة الإدارية، مطالبين بترحيلهم من الحي الذي لم يمر سوى شهر على وفاة أم وابنها به، جراء انجراف التربة. كما جرفت السيول الأخيرة التي اجتاحت العاصمة 6 بيوت قصديرية بحي عمر وهيب ببولوغين وهوت بها إلى أسفل الوادي، ولحسن الحظ تفطن السكان للأمر وتمكنوا من النجاة قبل وقوع الكارثة. ودق السكان ناقوس الخطر خلال اتصالهم ب''الخبر''، موضحين بأن الحي الذي يجمع 500 عائلة، أصبح يشكل خطرا على حياتهم. 30 عائلة من القصبة تحتج أمام مقر البلدية تجمع، صبيحة يوم أمس، حوالي 30 عائلة من العمارة الكائنة ب11 شارع ''علي تمافليت'' بالقصبة السفلى، أمام مقر البلدية للمطالبة بترحيلهم من بنايتهم المصنفة بالخانة الحمراء منذ سنوات، وقال المحتجون إنهم غادروا شققهم خوفا من سقوطها فوق رؤوسهم والموت بداخلها. وأضاف المحتجون أن الأمطار الأخيرة التي لاتزال متواصلة طيلة الأسبوع الجاري، حسب بيان الأرصاد الجوية، زادت من حدة اهتراء البناية التي يعود إنجازها إلى العهد العثماني وتآكلت أرضية السطوح بها وهي الآن، حسبهم، آيلة للسقوط في أي لحظة. وادي سغوان بالمدية يحاصر أزيد من 200 عائلة تعيش نحو200 عائلة بعد أن حاصرتها فيضانات مياه سغوان بقرية سفيسيفة التابعة لبلدية الزبيرية جنوبي المدية، رعبا حقيقيا منذ ليلة السبت إلى الأحد، حيث لم تتمكن العشرات منها من مغادرة منازلها بعد أن تحول محيط سكناتها إلى بحيرة يصعب الولوج عبرها حتى بالجرارات. وحسب متصلين ب''الخبر'' من السكان، فإن السكان كانوا قد أنذروا سلطات بلديتهم عدة مرات من مخاطر هذا الوادي، إلا أن الاستجابة كانت بعمليات ترقيعية مست جهة دون غيرها، في محاولة محتشمة لصد فيضانات الوادي عما حوله من بنايات ومزارع لم ترق إلى درجة الخطورة التي كانت متوقعة من قبل سكان القرية المذكورة. وفي غياب تدخلات فعالة لنجدتهم حتى صباح أمس، يبقى توقع الأسوأ سائدا بين العائلات المحاصرة. وفي سياق متصل، سجلت مصالح الحماية المدنية، ستة تدخلات لكبح سيول الأمطار الغزيرة عن سكنات المواطنين ببلديات عين بوسيف، قصر البخاري، وزرة وعاصمة الولاية، فيما تدخلت ذات المصالح للإنقاذ في ثلاثة انهيارات في البنايات وقعت بكل من بلديتي خمس جوامع وقصر البخاري. السيول تثير غضب سكان مفتاح بالبليدة من جهتهم، احتج، أمس، قاطنو مدينة مفتاح بالبليدة وقطعوا الطريق الرئيسية، تنديدا بالتأخر الحاصل في إتمام أشغال إعادة قنوات الصرف الصحي. ورفض المحتجون مقابلة السلطات المحلية، مصرّين على لقاء المسؤول الأوّل عن الولاية للوقوف على الأسباب التي تقف عائقا وراء عدم انتهاء الأشغال التي تسبّبت في عرقلة حركة السير على مستوى الطريق الرئيسي والوحيد الذي يربط الطريق السيار بمدينة مفتاح منذ أكثر من شهر، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تزامنت والسقوط الكثيف للأمطار. سجل على بعد ثلاثة كلم في عرض البحر ببواسماعيل إعصار بحري يثير الهلع بساحل تيبازة استيقظ سكان مدينة بواسماعيل في تيبازة، أمس، على مشهد نادر لدوامة بحرية ضخمة، سجلت على بعد حوالي 3 كيلومترات في عرض الشاطئ الأوسط لساحل ذات البلدية. واصطف عشرات المواطنين بالواجهة البحرية لكورنيش مدينة بواسماعيل، لمشاهدة تطورات الدوامة البحرية التي بدأت تتشكل فجأة بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا، ذلك على بعد بضعة كيلومترات من الشاطئ الأوسط للمنطقة الممتدة ما بين فوكة البحرية والخليج الشمالي لشواطئ بواسماعيل. ولفت هذا المشهد الطبيعي انتباه آلاف السكان المحليين الذين هالتهم هذه الظاهرة غير المألوفة لديهم، وقد أعرب الغالبية الساحقة من الحاضرين في حديثهم ل''الخبر'' أنها المرة الأولى التي يشاهدون فيها دوامة بحرية شبيهة بإعصار على مقربة من الشاطئ، فيما تحدث آخرون عن شعور بخوف شديد انتاب العائلات المقيمة بالسكنات المطلة على الواجهة، خصوصا أن الكثير منهم اعتقدوا أن الدوامة مجرد بداية لتشكل إعصار بحري يحمل مخاطر على المنطقة، فيما قال آخرون إنهم عاشوا لحظات أعادت للأذهان صور ولقطات موجات التسونامي التي شهدتها بعض الدول الآسوية. وقد تراجعت الدوامة تدريجيا نحو أعالي البحار، فيما سجل، عقب ذلك، تهاطل أمطار رعدية غزيرة على الهضبة القارية لشرق تيبازة، خاصة أن الدوامة رافقتها سحب كثيفة أضفت أجواء مظلمة على المدينة.