تسببت الأمطار المتساقطة خلال 24 ساعة الأخيرة في انهيار أسقف عمارة تضم ستة طوابق تقع بحي محمد واعلي اشعلالن بباب الوادي صبيحة أمس، مما أدى إلى وفاة شخص لا يتجاوز سنه 40 عاما، وتشريد 16 أسرة كانت تقطن بالعمارة ذاتها. * وحسب سكان العمارة الذين سارعوا إلى مغادرتها فور أن انهارت أسقفها بداية من الطابق السادس إلى غاية الطابق الثاني الذي تقع فيه شقة الضحية، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة السابعة صباحا، حينما استيقظ الجميع على صوت مهول ظنوه في البداية هزة أرضية، لكن سرعان ما أدركوا بأن الأمر يتعلق بانهيار عمارتهم، فخرجوا إلى الشارع هربا من الموت، ليكتشفوا فيما بعد أن الكم الهائل من الحجارة التي تساقطت من أسقف الطوابق الستة، وقعت كلها على الضحية المدعو "ح. مراد" الذي كان نائما حينئذ، مما جعلهم يصبون جام غضبهم على السلطات المحلية التي تماطلت بحسبهم في معالجة وضعيتهم من خلال ترحيلهم إلى سكنات لائقة. * وحسب السكان فإن البناية المنهارة تم تصنيفها في الخانة الحمراء منذ العام 89، وأنهم اتصلوا بسلطات البلدية عدة مرات من أجل منحهم سكنات جديدة، "إلا أنها لم تحرك ساكنا"، مؤكدين بأن العمارة ذاتها أعيد تصنيفها في الخانة البرتقالية، مهددين برفع دعوى قضائية لدى وكيل الجمهورية ضد الوالي المنتدب لباب الوادي الذي حملوه مسؤولية الحادث. * وتتهم العائلات المنكوبة المالك الأصلي للعمارة بالتسبب في انهيارها، لأنه قام حسبهم خلال الأيام الأخيرة بنزع البلاط والرخام من بعض الشقق الفارغة التي غادرها مستأجروها خوفا على حياتهم، وهي تقع في الطوابق العليا. * ومن جهته نفى رئيس بلدية الباب الوادي، كتو حسان، في لقاء معه أمس، اتهامه بالتهاون وبعدم معاينة مكان الحادث، مؤكدا بأن البلدية سبق وأن حذرت العائلات التي كانت تقطن بها، "ونصحتهم بعدم البقاء فيها إلى غاية حل قضيتهم"، معلنا بأن ترحيل المتضررين إلى سكنات جديدة سيتم اليوم، إلى جانب ترحيل سكان ثلاث عمارات أخرى تقع بالبلدية ذاتها. * * سيول وانجرافات للتربة بجيجل وتيزي وزو * كما أدى التهاطل المتواصل للأمطار خلال 48 ساعة الأخيرة إلى حدوث انجرافات في التربة إلى جانب تسرب المياه إلى عدة بنايات تقع بالعوانة بولاية جيجل، وكذا انهيار بيت قصديري ببوسماعيل ولاية تيبازة دون تسجيل خسائر في الأرواح أو وقوع جرحى، كما تسربت مياه الأمطار أيضا إلى عدة منازل في أزفون، وكذا انسداد الطريق الوطني رقم 24 الرابط ما بين تيزي وزو وبجاية. * * الفيضانات تقطع الطرقات، تغلق المدارس وتعزل مدينة بواسماعيل * تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منتصف نهار أمس بمدينة بواسماعيل في ولاية تيبازة في حدوث فيضانات كارثية نتيجة انسداد قنوات الصرف وفيضان وادي سباطي بأعالي مدينة بواسماعيل الذي حول شوارع المدينة إلى وديان حقيقية، كما تسبب في قطع الطريق الوطني رقم 11 على مستوى مقر الدائرة مجتاحا إكمالية ابن حوقل والسكنات الوظيفية لعمال التربية بثانوية ولد التركي. * ولم يتمكن أطفال المدارس بمدينة بواسماعيل أمس من مغادرة أقسامهم نتيجة الأمطار الطوفانية التي تهاطلت قبل منتصف النهار، حيث كانت 20 دقيقة من التساقط المتواصل للأمطار كافية لشل الحركة بصفة كاملة بعديد من أحياء مدينة بواسماعيل وخصوصا الجهة الشمالية التي وجد تلاميذ إكمالية ابن حوقل وثانوية مالك بن نبي والمدارس الابتدائية أنفسهم في عزلة تامة ولم يتمكنوا من التوجه إلى منازلهم بعد انقضاء الفترة الصباحية على إثر تحول شوارع المدينة إلى وديان يصعب اجتيازها، كما تسبب فيضان وادي سباطي على مستوى حي 9 شهداء في قطع الطريق الوطني المحاذي لمقر الدائرة، كما غمرت مياهه المحملة بالأتربة والأخشاب مقر الدائرة واكمالية ابن حوقل التي غلقت أبوابها في الفترة المسائية، حيث تدخلت فرق الحماية المدنية لتصريف المياه لتمكين التلاميذ من مغادرة أقسامهم، كما وجدت عائلات الموظفين القاطنين بثانوية ولد التركي نفسها معزولة عن العالم الخارجي بعدما غمرت المياه مدخل العمارة. في حين تحول شارع الواجهة البحرية وكالعادة إلى بحيرة بلغ منسوب المياه بها إلى حوالي متر، وقد اجتاحت مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف المنازل المطلة على الشارع واضطر السكان إلى مغادرة منازلهم إلى غاية تصريف المياه من طرف أعوان الحماية المدنية الذين بذلوا مجهودات كبيرة للتقليل من الخسائر التي أحدثتها الفيضانات. * * أمطار معتبرة بالولايات الساحلية إلى غاية اليوم الثلاثاء * وفي سياق متصل تتوقع مصالح الأرصاد الجوية من خلال نشرة خاصة أعدتها أمس، سقوط أمطار معتبرة عبر كافة الولايات الساحلية الشرقية والوسطى، وقدرت كميتها ب 40 ملم بالولايات الساحلية الوسطى وهي تيبازة والعاصمة والبليدة وبومرداس، مع احتمال تواصلها إلى غاية صبيحة اليوم، في حين ستصل كمية تلك الأمطار بالولايات الساحلية الشرقية خاصة في سكيكدةوجيجل وعنابة إلى 80 ملم وتستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء، مع انخفاض في درجات الحرارة.