أفادت مصادر قبلية ليبية بارتفاع عدد ضحايا القتال الذي جرى بين رجال قبيلة التبو وكتيبة تابعة للجيش الليبي في مدينة الكفرة الصحراوية جنوب شرق ليبيا، ليلة الجمعة إلى السبت، إلى 12 قتيلا وعشرات الجرحى. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عيسى عبد المجيد منصور، أحد زعماء التبو، قوله إن ''12 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 35 آخرين منذ الجمعة الماضية''. وأوضح منصور أن هذه الحصيلة هي لمعارك جرت في حيين سكنيين تسكنهما قبائل التبو في مدينة الكفرة. واتهم منصور الجيش بالقيام بعملية تطهير عرقي ضد قبيلته، قائلا إنهم ''يقصفوننا بالقنابل اليدوية وصواريخ غراد ورشاشات مضادة للطائرات''. ونقلت الوكالة الفرنسية عن وسام بن حميد، قائد كتيبة درع ليبيا، قوله إن المواجهات اندلعت بعد قتل أفراد من قبيلة الزوية عنصرا من التبو بالرصاص، مضيفا أن ''التبو ردوا عبر إطلاق النار على كل السيارات المارة على مقربة من شارعهم وطلبنا منهم الانسحاب بلا جدوى''. وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 15 شخصا آخر في هذه الاشتباكات بين الجيش والمسلحين القبليين في الكفرة. وقد أرسلت قوات الجيش إلى الكفرة قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان في فيفري الماضي للفصل في قتال قبلي اندلع بين قبيلتي التبو والزوية وأسفر حينها عن مقتل أكثر من 100 شخص من الجانبين خلال أقل من أسبوعين. يحدث هذا في وقت أوردت صحيفة ''صنداي تلغراف'' البريطانية أن جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6) عمل سرا مع نظام العقيد القذافي لإقامة مسجد بمدينة بغرب أوروبا يهدف إلى استدراج من سماهم إرهابيين على صلة بتنظيم القاعدة. وتابعت الصحيفة أن تلك العملية المشتركة، التي جرت عندما كانت تحاول حكومة توني بلير ضمان صفقة مع القذافي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 2004، تظهر مدى استعداد جهاز الاستخبارات السرية البريطاني للعمل بشكل وثيق مع استخبارات القذافي، رغم مزاعم كانت منتشرة على نطاق واسع بشأن انتهاكاته لحقوق الإنسان. وامتد التعاون، حسب الصحيفة، ليشمل تجنيد عميل مزدوج للتسلل إلى خلية إرهابية تابعة للقاعدة بمدينة تقع غرب أوروبا، لم تذكرها الصحيفة لأسباب أمنية. وكان العميل المزدوج الذي يدعى ''جوزيف'' على صلة وطيدة بقائد رفيع المستوى في القاعدة بالعراق، وقد عرف أنه جاسوس للمخابرات الليبية .