استيقظ سكان ولايات الشلف وتيبازة وغرب الجزائر العاصمة وبعض المناطق من غليزان على وقع هزة أرضية بلغت قوتها 5 درجات على سلم ريشتر. هذه الهزة وقعت حسب مسؤول المركز الوطني لمراقبة الزلازل في الشلف، في حدود الساعة 4 و18 دقيقة صباحا، وحدد مركزها بنحو 08 كلم شرق بلدية بني حواء بالشلف على حدود ولاية تيبازة. وعلمنا أن الهزة تسببت في انهيار كتل صخرية سقطت من جبل بني عبد السلام، وهو مكان وقوع الهزة، ولم تسجل خسائر أو إصابات تذكر. عادت في ولاية تيبازة مشاعر الهلع والذعر فجر أمس للمنطقة الغربية الممتدة بين عاصمة الولاية شرقا إلى الداموس غربا، واستحضر من عايشوا زلزال 29 أكتوبر من سنة 1989 جزءا من صور الخوف وغادرت عائلات بأكملها منازلها خوفا من الكارثة. وأجمع سكان مختلف بلديات ولاية تيبازة على أن الهزة الأرضية هالتهم، ولم تترك الهزة الأرضية التي استشعرها سكان ولاية تيبازة بحدة خيارا غير مغادرة المنازل والفرار نحو الخارج بحثا عن ملجأ آمن، خاصة ببلديات غرب الولاية، ويقول إبراهيم وهو شاب من الداموس ''لم يكن لدينا الوقت للتفكير بسبب حدة الهزة، وسارعنا بعائلاتنا إلى الخارج خوفا من انهيار المنازل علينا''، مضيفا ''مركز الزلزال لم يكن بعيدا من هنا، وتفصله عنا فقط مسافة نحو 2 كلم، وعلى حد علمي فإن الهزة انطلقت من بلدية بني حواء ولا نملك أخبارا عما خلفته هناك''. وفي بلدية مسلمون يقول مواطنون إنهم غادروا المنازل فور حدوث الزلزال تحسبا لهزات أخرى، ولتطلع الأخبار عن ذويهم وأقاربهم، مضيفين أن قوة الهزة ذكرتهم بزلزال منطقة شنوة الذي ضرب شهر أكتوبر سنة 1998 الذي ضرب بقوة 6 درجات، مخلفا حوالي 30 قتيلا و400 جريح وآلاف المتشردين، ويضيف هؤلاء ''كثير من الذين أهملوا صلاة الفجر ملأوا المساجد التي تحولت فيها صلاة الفجر إلى ما يشبه صلاة الجمعة''. وببلدية تيبازة لجأت العديد من العائلات، خاصة تلك القاطنة بالعمارات، إلى الشارع وسط الظلام الحالك بعد انقطاع التيار الكهربائي خوفا من أن تكون الهزة متبوعة بهزات أخرى أكثر قوة، ولاسيما أن هذه الأخيرة عايشت تجارب سابقة أقساها زلزال شنوة سنة 1989، والحال نفسه بالنسبة إلى سكان عمارات البلديات الشرقية حتى القليعة والدواودة الذين اضطروا كسابقيهم للخروج فجرا من المنازل. كما أحدثت الهزة الأرضية هلعا في أوساط سكان المدن الكبرى مثل بوإسماعيل وفوكة وبوهارون وعين تافورايت. وحسبما أكده الكثير من السكان، فإن الهزة دفعت الكثير من العائلات إلى الاستيقاظ باكرا واستنفار أفرادها خصوصا القاطنين في الطوابق العليا في العمارات وسكان البيوت القديمة والهشة، خوفا من ارتدادات الهزة. ولم تسجل مصالح الحماية المدنية والمؤسسات الصحية أي إصابة ما عدا حالة الهلع الذي تزامن مع وقت الفجر. كما شعر سكان بلدية سيدي امحمد بن علي بولاية غليزان وكذا سكان أولاد فايت والعاشور والشرافة وزرالدة وغيرها من بلديات غرب العاصمة بهذه الهزة.