ليلة غير عادية بالشلف الهزة الأرضية أعادت للأذهان كارثة 1980 محمد عبدون ليلة أمس، كانت ليلة غير عادية لسكان ولاية الشلف الذين عاشوها بكثير من الهلع والخوف، بفعل الهزة الأرضية العنيفة التي وقعت في حدود الثامنة وأربع وثلاثين دقيقة بمقدار 5.1 درجة على سلم ريشتر. هذه الهزة التي حدد موقعها بحوالي 11 كلم شمال غرب عاصمة الولاية وذلك بقرية بوشاطين التابعة لبلدية تاجنة، أعادت إلى أذهان سكان ولاية الشلف ذكرى زلزال أكتوبر 1980 ، الذي ضرب المنطقة أنذاك وخلف مقتل أزيد من 3000 شخص وجرح أكثر من 8000 شخص آخر، مع تدمير 70 في المائة من البناءات، مما جعلهم يخرجون عن بكرة أبيهم في مناطق عديدة من الشلف، حيث قضوا ليلتهم تلك في العراء، خوفا من حدوث هزات أخرى. في حي بن سونة مثلا، بمدينة الشلف، غادر كل سكان الحي منازلهم وشققهم، وهرعوا إلى الشارع، محملين بأغطيتهم، أين قضوا ليلتهم في العراء على وقع البرد القارس الممزوج بالخوف والهلع الشديد، ترقبا لحدوث هزات أخرى. نفس الأمر، وقع في الحي الجامعي بجامعة حسيبة بن بوعلي، أين أقدم الطلاب والطالبات على الخروج إلى الشوارع خوفا من وقوع العمارات على رؤوسهم. وتروي إحدى الطالبات للشروق تفاصيل حادثة الزلزال بكثير من الهلع تقول: كنت رفقة زميلاتي نحضر بحثا لليوم الموالي، وإذا بنا نتفاجأ بوقوع الهزة، مما جعلنا نخرج راكضين إلى الخارج.. فيما سجلت حالات إغماء بين الطالبات. الخوف والهلع من معاودة الأرض "لرقصتها" انتاب أغلب ساكني الشلف، في واد سلي وبوقادير وأولاد فارس وفي المنطقة التي كانت منبع الزلزال.. كان الحديث واحدا والقلق مشتركا من إمكانية حدوث نسخة ثانية من "زلزال أكتوبر". وبرغم تطمينات مصادر من مركز رصد الزلازل، بأن الهزّة تدخل ضمان النشاط الزلزالي لحركة الأرض، ولا يمكن حدوث هزّة أخرى، إلا أن السكان في مناطق عديدة وبرغم برودة الطقس قضوا ليلتهم خارج منازلهم حتى الساعات الأولى من الصباح. وبحسب مصادر من الحماية المدنية، فإن هذه الهزّة لم تخلف غير إنشقاقات وتصدعات بالمباني القديمة، زيادة على الهلع والخوف الشديد، الذي أوقع حالات إغماء عديدة في أوساط السكان، فيما تحدثت مصادر أخرى عن وقوع جرحى في مركز التكوين المهني بأبو الحسن بفعل الإزدحام والتصادم الذي وقع بين الطلبة أثناء خروجهم مذعورين وكان والي ولاية الشلف، قد أكد أن الهزّة أحدثت أضرارا بسيطة، حيث تشقق مبنى الدرك الوطني بمنطقة تاجنة، بينما لم تخلف أية خسائر أخرى. ممحمد. عبدون