قبل 42 ساعة من موعد الحسم في الجولة الثانية للرئاسيات الفرنسية التي يتبارز فيها كل من نيكولا ساركوزي وغريمه فرانسوا هولاند، احتدم الصراع أمس بين المرشحين لكسب المزيد من الأوراق لحسم نتائج الأحد الكبير، وإن كان مرشح الوسط فرانسوا بايرو قد أحدث مفاجأة زلزلت معسكر ساركوزي عندما أعلن أنه سيعطي صوته لمرشح اليسار فرانسوا هولاند. ساركوزي وقبل يوم واحد من الجولة الحاسمة يبدو معزولا بعد أن أعلن العديد من المرشحين دعمهم لمنافسه هولاند، على غرار جون لوك ميلونشو (أقصى اليسار)، ومشحة الخضر إيفا جولي، والمرشح الأخير شوميناد وآخرهم مرشح الوسط فرانسوا بايرو، وحتى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان رفضت دعم ساركوزي وقررت أن ترمي ورقة بيضاء في صندوق الانتخاب تاركة ساركوزي يواجه لوحده تحالف اليسار المدعم بتيار الوسط. ورغم أن ساركوزي كان يراهن بقوة على مناظرته السياسية مع فرانسوا هولاند لرفع أسهمه الرئاسية، خاصة وأنه سبق أن سحق مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين روايال في مناظرة تلفزيونية مباشرة في رئاسيات 2007، إلا أنه واجه هذه المرة مرشحا قويا رغم لجوئه إلى أساليب ''غير لبقة'' لإحراجه. وأبرزت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد المناظرة التلفزيونية بين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي أن المرشح الاشتراكي مازال يتمتع بأسبقية على الرئيس المنتهية ولايته، حيث إن ما بين 5,52 و5,53 بالمائة من نوايا التصويت تبدو لصالحه. ورغم أن الفارق بين المرشحين تقلص، إلا أنه يتخطى هامش الخطأ الإحصائي. وفي تداعيات الاتهامات الموجهة لساركوزي بتلقي رشوة من القذافي خلال حملته الانتخابية في 2007، قال المحامي الرئيسي لرئيس الوزراء الليبي السابق المحمودي البغدادي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن ''موكله أبلغه بأن نظام القذافي مول الحملة الانتخابية لساركوزي في رئاسيات .''2007 وذكر المحامي سليم بن عثمان أن قضية تمويل القذافي لحملة ساركوزي أثيرت أمام المحكمة التونسية في 25 أكتوبر 2011 وأن المحمودي أكد ذلك في محضر قضائي، وأضاف أن ''المحمودي أكد أنه رأى بنفسه تسليم ظرف به خمسين مليون أورو لمبعوثين لساركوزي في جنيف بسويسرا''. وفي سياق آخر، وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس الخميس، اتهامات رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي له بتلقي تمويلات لحملته الانتخابية عام 2007 من طرابلس، بأنها معيبة. وقال ساركوزي بسخرية في مقابلة مع قناة ''كنال بلوس'' الفرنسية ''انظروا إليّ.. أنا أقول للقذافي حولوا لي مبلغا صغيرا بقيمة 50 مليون أورو''، مضيفا ''هل يمكنكم أن تتخيلوا في 2012 أن يمر تحويل بقيمة 50 مليون أورو في الخفاء؟ من يمكنه تصديق ذلك؟ هذا معيب وبشع''، ومضى متسائلا ''تعتقدون بأن الأمور تتم بهذه الطريقة؟ وأني تعبيرا لشكري للقذافي أقرر أن أغزو بلده؟''.