قالت لويزة حنون: ''إن الأفلان سمح لتاجر مخدرات بأن يصبح نائبا في البرلمان ويتمتع بالحصانة من المتابعة...'' وهذا القول الذي صدر عن حنون يثير عدة تساولات: أولا: كيف سمح مناضلو الأفلان لتاجر المخدرات هذا باعتلاء قائمة المرشحين؟! وكيف عرفت حنون أنه تاجر مخدرات ولم تعرفه قيادة الأفلان أو حتى مناضلي هذا الحزب؟! وكيف غاب هذا الأمر عن أجهزة الأمن المختلفة التي تحقق في ملفات الناس قبل الترشح وبعد الترشح؟! وكيف سكتت الداخلية عن مثل هذه القضايا؟! ثانيا: الأفلان الذي كان قبل 60 سنة ''يجذع'' أنف من يضبطه متلبسا بشم ''رفعة شمة'' من شمة ''بن شيكو'' أو يدخن سيجارة ''باسطوز'' كيف وصل به الحال بعد هذا العمر النضالي لأن يصبح من الساكتين على من يتاجر بالمخدرات وليس من يتعاطاها فقط؟! وهل بعد هذا يمكن أن نسمح لأفلانيي اليوم بأن يدّعو أن لهم علاقة بأفلانيي الأمس؟! ثالثا: لماذا لا تأخذ الجهات المختصة من عدالة وأمن والمرصد الوطني لمكافحة المخدرات تصريحات حنون على محمل الجد، وتتخذ الإجراءات القانونية المطلوبة في مثل هذه الحالات؟ حتى لا يصبح البرلمان القادم سوقا للأفيون؟! خاصة وأن حنون تعرف ما تقول وليست مثل أبي جرة سلطاني؟ فحنون زعيمة حزب سياسي له 17 مقعدا في البرلمان القادم... وبإمكانه مساءلة الحزب الذي باع إحدى كراسي البرلمان لتجار المخدرات؟! فالمسألة من صلاحيات البرلمان؟! رابعا: الآن وبعد الذي كشفته حنون يمكن أن نفهم لماذا كان حزب الأفلان هو أكثر الأحزاب التي باعت رؤوس قوائمها لرجال المال والأعمال؟! ونفهم لماذا كان زعيم الأفلان بلخادم في السنوات الأخيرة مواضبا على قضاء عطلة الصيف في شاطئ مرسى بن المهيدي بأقصى الغرب الجزائري ودون سواه من الشواطئ الجزائرية الجميلة والواسعة؟! خامسا: شيء واحد يمكن أن نفهم أو نتفهم في سياقه ما قالته حنون وهو أن الناخبين الذين انتخبوا الأفلان وأعطوها الأغلبية كانوا ''زطلانين''! فهذا هو التفسير الأقرب للواقع..! لأنه لا يمكن أن يتصور أي عاقل أن يصوّت ناخب في كامل قواه العقلية على تاجر مخدرات ليصبح نائبا ويشرّع للناس القوانين.! فلا يعقل أن يصوّت ناخب لحزب سياسي بهذا الشكل الكاسح وقيادة الحزب تعيش حروبا طاحنة بينها منذ أكثر من سنتين.. فكيف يطمئن ناخب سوي لقيادة حزب ويعهد لها بتسيير الوطن وهي عاجزة عن تسيير حزبها اللهم إلا إذا كان هذا الناخب مزطولا؟! سادسا: المصيبة أن زعيم الأفلان المنتشي بانتصار حزبه بنواب المخدرات، كما تقول حنون، شرع في توزيع حقائب الوزارات والسفارات والولايات والإدارات على أعضاء اللجنة المركزية في حزبه لامتصاص الغضب ضده... ويوزع الوعود يمينا وشمالا وكأن وظائف الدولة أصبحت تعاونية خاصة للأفلان! وأصبحت الوعود التي أطلقها بلخادم أكبر حتى من وظائف الدولة المتاحة! حتى أن بعض زبانية بلخادم أصبحوا يقولون بأن الرئيس بوتفليقة هو الذي يحتاج لبلخادم وليس العكس! ولهذا ستكون الحكومة القادمة من تأليف وتلحين بلخادم! وأستسمحكم في ابتلاع رفعة زطلة لعلي أفهم وقائع ما يحدث؟!