كشف المقدم عبد الحميد كرود، رئيس خلية الاتصال على مستوى القيادة العامة للدرك الوطني، أثناء زيارته لتلمسان، بعد إحباط محاولة تهريب حوالي 8 أطنان من الكيف المعالج، أن قائد الدرك الوطني، اللواء بوسطيلة، أعطى تعليمات صارمة لمحاربة الإجرام المنظم والعام، حفاظا على الاقتصاد الوطني والصحة العمومية والأمن العمومي. أوضح المقدم عبد الحميد، في هذه الصدد، أن الإجراءات الأخيرة، التي تم تطبيقها على مستوى الحدود، قد أعطت ثمارها، لأن هناك جهودا مشتركة بين كل قوات الدرك، بما فيها حرس الحدود والفرق الإقليمية والمجموعات الإقليمية وسرايا الطرقات، ليكون الحضور في الوقت المحدد، وتكون المعلومة في نفس الوقت مع زمن التدخل، خاصة وأن المهربين طوروا من أسلوبهم في تهريب المخدرات، ولهذا قال ''يخضع رجال الدرك الوطني دوريا لتربصات قصد التكيف مع النمط الجديد للجريمة، وأن مخطط الأمان المتبع يكون حسب خصوصيات كل ولاية، ويدخل في إطار المخطط الوطني الذي يتكيف مع تغير التهريب وسرعته''، مضيفا ''إن المخطط لم يكن كرد فعل، ولكن نريد أن نقف بالمرصاد للمهربين''. في ذات السياق اعتبر المقدم عبد الحميد كرود الإجراءات الأخيرة بالوقائية، وأن تلمسان بمثابة المنطقة التي ضربت، في الأشهر الأخيرة، الرقم القياسي في تهريب المخدرات، حيث تمكنت مصالحنا، يقول، من ''تفعيل إجراءات الوقاية، وأحبطنا محاولة إغراق السوق الوطنية بهذه السموم، ولكن، بالمقابل، هناك أيضا ولايات أخرى تعرف نفس الظاهرة، ولهذا فسنخوض حربا هوجاء على المخدرات، وضد الأباطرة المروجين لها، وصولا إلى المستهلك البسيط. فمهام الدرك الوطني بمختلف هيئاته تهدف إلى محاربة الإجرام العابر للحدود والهجرة غير الشرعية والتجارة غير الشرعية والدفاع عن الحدود الوطنية''. أما قائد مجموعة الدرك الوطني بتلمسان، نور الدين بوخبيزة، فقد أوضح، من جهته، أن العمليات الأخيرة التي شهدتها الولاية، فيما يخص تهريب المخدرات وإحباطها، يرجع لكون الولاية لها حدود مترامية، وتسكنها نسبة مرتفعة في الشريط الحدودي ووجود غابات كثيفة، مضيفا أن تشديد الرقابة الأمنية، على مستوى منطقة بشار، جعل المهربين يوجهون اهتمامهم نحو ولاية تلمسان، ومن ثمة تهريبه نحو أوروبا عبر مينائي وهران والغزوات. وأشار إلى أن المهربين أضحوا يغيرون من أساليبهم، من ذلك استعمال شرائح الهاتف غير المسجلة للإفلات من قبضة الدرك الوطني. تجدر الإشارة إلى أن مصالح الدرك الوطني لولاية تلمسان تمكنت من حجز 30طنا من المخدرات، منذ بداية السنة الجارية، وبذلك مثلت 95 بالمائة من الإحصائيات الوطنية لمصالح الدرك الوطني.