توفي الفيلسوف والكاتب والمفكر الفرنسي، روجيه غارودي، أمس الأول الأربعاء في باريس عن 98 عاما، حسبما علم اليوم الجمعة من بلدية شينفيير وإدارة الجنائز المحلية. واعتنق غارودي، الذي كان عضواً في الحوار المسيحي- الشيوعي في الستينيات، الإسلام بعد أن وجد نفسه منجذباً للإسلام. وجدير بالذكر أن غارودي يعتبر العدوّ الأكبر للصهيونية وقد شكك في الأرقام التي قدمها اليهود حول المحرقة التي اقترفتها الأمانيا النازية في حقهم. وبعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 جوان1982 من جريدة لوموند الفرنسية بعنوان "معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان"، وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم. وفي عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على غارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. وظلّ غارودي ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه، وقد ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأميركا. وفي كتاب "الإسلام دين المستقبل"، يقول غارودي عن شمولية الإسلام "أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة انه في إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تمازج لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوي للإيمان الجديد: الإسلام". ويضيف "تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد أن هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا".