أثنى جون بينغ، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على ''دور أجهزة الأمن الجزائرية الكبير من أجل استتباب الأمن في القارة الإفريقية''. وأشاد ب''مجهود الجزائر في محاربة الإرهاب على المستوى الداخلي والخارجي''. وقال بينغ، في كلمة ألقاها، أول أمس بالعاصمة، عند بداية أشغال الدورة التاسعة ل''اللجنة الدولية لمصالح الاستعلامات والأمن في إفريقيا''، إنه يوجه ''تحية إكبار للجزائر وأجهزة استعلاماتها لدورها الكبير من أجل استتباب الأمن في ربوع القارة الإفريقية''. ونوه ب''المجهودات الجبارة التي تبذلها الجزائر دوما ''من أجل محاربة الإرهاب''. وتحدث عن ''المعركة التي تخوضها الجزائر دون هوادة ضد المختطفين وطالبي الفدية''، يقصد مساعي إصدار لائحة من مجلس الأمن لتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. وأفاد جون بينغ، حسبما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية، بأن الجزائر ''تبذل جهودا بالتنسيق مع جيرانها للوقوف في وجه التحالفات التي قد تقيمها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل''، في إشارة إلى الصلات القوية بين تنظيم ''القاعدة'' و''حركة أنصار الدين'' الترفية، والتحالف الأخير بين هذه الأخيرة ''والحركة الوطنية لتحرير الأزواد''، وما ترتب عن ذلك من طغيان التشدد الديني على حياة السكان في مدن الشمال. وعبر رئيس المفوضية الإفريقية عن ''أمنيته في ألا تثبط العقبات عزيمة الجزائر في تحقيق هذه الغاية''. وجدد ''مساندة الاتحاد الإفريقي ودول الميدان والمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، للجزائر لتحقيق السلم والأمن في إفريقيا''. وبخصوص اجتماع أجهزة الأمن والمخابرات في إفريقيا، الذي جرى بعيدا عن أضواء الإعلام (إلا البعض من المؤسسات الإعلامية الجزائرية والأجنبية)، قال بينغ إنه ''ينعقد في ظرف صعب، بسبب الأزمات التي تعيشها مناطق من إفريقيا، سيما في الصومال والسودان وإثيوبيا وإريتيريا والصحراء الغربية ومالي وغينيا بيساو''. وذكر الوزير الأول، أحمد أويحيى، في كلمة الافتتاح، أن إفريقيا ''تشهد اليوم مخاطر متنوعة بسبب الفقر والكوارث الطبيعية وسوء الحكامة والحروب والأسلحة غير المتحكم فيها، والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود''. وقال إن التهديدات ''تتراكم وتغذي نفسها بنفسها لتنتج ظرفا غير ملائم بل ومعاد للجهود الرامية إلى ضمان السلم والأمن والتنمية المستديمة''. مشيرا إلى أن التوصل إلى مقاربة مشتركة لما يهدد السلم والأمن في إفريقيا، من بين أهداف اجتماع أجهزة المخابرات. داعيا إلى ''وضع سياسات أمنية ودفاعية والتفكير آجلا في إستراتيجية إفريقية تساعد على البحث عن دفاع مشترك''. وأضاف أويحيى: ''يمثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود تهديدا خطيرا في إفريقيا يجب محاربتهما دوما، مع ضرورة تحديد وسائلنا الذاتية، بالتنسيق مع المجموعة الدولية في إطار إستراتيجية دولية للأمم المتحدة حول الوقاية ومكافحة الإرهاب''. وقال ''إن الجزائر تدعم مشروع إدماج اللجنة الدولية لمصالح الاستخبارات والأمن الإفريقية بالاتحاد الإفريقي، معتبرا أن ذلك يستجيب ل''منطق التكامل'' بين مختلف أجهزة الاتحاد الإفريقي. وقال أيضا إن الجزائر ''تشجع مشروع إنشاء مؤسسة رفيعة المستوى، خاصة باللجنة الدولية لمصالح الاستخبارات والأمن الإفريقية، تخصص لتحسين قدرات العاملين وإنجاز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية''.