أجهزة الأمن والمخابرات في إفريقيا تجتمع في الجزائر أبرز الوزير الأول أحمد أويحيى أمس في افتتاح أشغال الدورة التاسعة للجنة أجهزة الأمن والمخابرات في إفريقيا أهمية الاجتماع الذي ينعقد في ظروف دولية وإقليمية خاصة. وأكد أويحيى في الاجتماع الذي دار في جلسات مغلقة، أن موضوع الدورة “الهام جدا" يعد مرجعيا بالنسبة “للتضامن وتحرير القارة الإفريقية"، ولفت إلى أهمية الرجوع إلى التاريخ في بناء الحاضر من خلال روابط التضامن بين بلدان القارة الإفريقية". ويشارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستعلامات التركي الذي يمثل بلاده في هذه الدورة باعتبارها ضيفة شرف، والذي أكد في تدخله “دعم" تركيا لجهود إفريقيا في تحقيق السلم والأمن والتطور والازدهار مبرزا “أهمية التعاون" لتحقيق هذه الأهداف. وتهدف اللجنة من خلال دوراتها حسب منظميها إلى إمداد مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي بالمعلومات الضرورية في رسم سياسية وإستراتيجية افريقية من اجل الحفاظ على السلم و كذا الوقاية وتسيير وتسوية النزاعات. وحضر جلسة الافتتاح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ و رئيس الدورة السابقة للجنة السوداني محمد عطا المولى عباس إلى جانب أعضاء من الحكومة الجزائرية. وتحمل دورة الجزائر شعار “لنعمل سويا من أجل مواجهة التحديات الأمنية الوطنية والجهوية والقارية بفضل الروابط التاريخية الراسخة والتضامن. ويقيم المشاركون في اجتماع الجزائر مدى تنفيذ الدول الأطراف نتائج اجتماع الخرطوم الذي عقد في شهر ماي 2011 ، ورسم خطة عمل للعام الجاري في مرحلة تعيش فيها القارة تزايد التهديدات الأمنية و التحديات الإستراتيجية وخصوصا مع تنامي نشاط الجماعات الإرهابية معززة بانتشار غير مسبوق للأسلحة المتطورة التي نهبت من مخازن الجيوش النظامية للدول الفاشلة فكمالي وليبيا ، ما يتطلب رفع وتيرة التنسيق و تبادل المعلومات ، واعتماد مقاربات موحدة لمواجهة التهديدات الجديدة، وإيجاد حلول لمشاكل إفريقيا بيد الأفارقة أنفسهم ، وإفشال مساعي التدخل الخارجي ، تحت ذريعة أن القارة السوداء أصبحت ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية و التنظيمات الإجرامية العابرة للحدود.وتتوفر الجزائر على خبرة واسعة في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، يمكنها أن تضعها تحت تصرف شركاؤها الأفارقة. وكانت الهيئة المعروفة اختصارا ب"السيسا"اتفقت في اجتماعها الأخير على إتباع آلية جديدة لجمع المعلومات، لقفل الطريق أمام ما وصفوه بالجهات المتربصة من التركيز على النواحي العملية في مجال أجهزة الأمن، وتحديد الاولويات والإنتاج الاستخباراتي على مستوى القارة، وتناول المسائل الإدارية والمالية الخاصة ب«السيسا»، ومناقشة الميزانية، وتتكون السيسا من مديري الأجهزة الأمنية، وان مجلس الخبراء هو المستوى الثاني، والسكرتارية التنفيذية هي المستوى الثالث ومقرها اديس ابابا، علما ان جهاز الهيئة يتكون من عضوية 46 دولة من جملة 56 دولة افريقية. يذكر أن إنشاء الندوة الدولية لأجهزة الأمن الإفريقية كان يوم 26 أوت من سنة 2004 بأبوجا (نيجيريا) من طرف مديري أجهزة المخابرات والأمن الإفريقية بغرض مساعدة الاتحاد الإفريقي وكل هياكله في رفع التحديات الأمنية التي تواجه القارة الإفريقية. وقد أعقب الاجتماع التأسيسي لأبوجا 7 دورات عقدت سنويا بكل من طرابلس (ليبيا) سنة 2005 ثم ويندهوك (ناميبيا) سنة 2006 فالخرطوم (السودان) سنة 2007 ثم كاب تاون (جنوب افريقيا) سنة 2008 ثم لواندا (أنغولا) سنة 2009 ثم برازافيل(جمهورية الكونغو) سنة 2010 فالخرطوم ثانية سنة2011 .