رغم الخلاف القائم حول صيام الرياضيين المسلمين خلال الألعاب الأولمبية، المزمع انطلاقها يوم 27 جويلية القادم بالعاصمة الإنجليزية لندن، فقد أجمع المفتون في العالم الإسلامي على جواز الإفطار، من باب السفر المشروع، مثلما راح إليه المفتي الجزائري الشيخ محمد شريف قاهر، رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، الذي أجاز للرياضيين الجزائريين الإفطار في أكبر تظاهرة رياضية عالمية. وكان مفتون إماراتيون ومغاربة قد سبقوه في خطوة جريئة ومثيرة للجدل على جواز إفطار الرياضيين المسلمين المشاركين في أولمبياد لندن 2012 الذي يتزامن انطلاقه مع شهر رمضان المعظم، حيث أوضح عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، والدكتور أحمد حداد، مدير إدارة الإفتاء بدبي، بأن الرياضيين المتواجدين في حالة سفر ولا يعلمون إن كانوا سيستمرّون في البطولة أم يعودون منها مبكّرا بعد الإقصاء من المنافسة. وفي هذه الحالة، يقومون مقام المسافر الدائم، وبالتالي يحق لهم الإفطار، تطبيقا للرخصة الشرعية المتعلّقة بالمسافر خلال شهر رمضان، تجنّبا للتعب الذي يعاني منه الرياضي أثناء المنافسة، على أن يعوّض هؤلاء ما فاتهم من أيام بعد انقضاء شهر الصيام مباشرة. غير أن هذه الفتاوى قوبلت بالرفض من جانب العديد من الرياضيين المسلمين الذين يستلهمون قواهم من هذا الشهر العظيم. كما أن مسألة التوقف عن الصيام ليست جديدة على المنافسين في الألعاب الأولمبية، ولا تختص بالمسلمين فقط. ففي أولمبياد باريس 1924، رفض البريطاني إريك ليديل، وهو مسيحي متديّن وأحد اللاعبين العظماء، الجري في سباق جرى يوم الأحد، وأرغم على الانسحاب من سباق 100 متر. وبالأمس القريب، رفض البطل في القفز الثلاثي، جوناثان إدواردز، التنافس أيام الآحاد، ما دفعه إلى الانسحاب من بطولة العالم لعام .1991 لكن عام 1993 وبعد نقاش وحديث طويل مع والده القس، غيّر رأيه، حيث قال إن الله منحه موهبته هذه من أجل التنافس في الرياضة. هذا وقد وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على اقتراح المملكة العربية السعودية، المتمثل في تزويد القرية الأولمبية، وبالأخص أماكن تجمّع الرياضيين المسلمين في أولمبياد لندن، بوجبات الإفطار، ما يعني أن فتوى إفطار سعودية لن تصدر بخصوص الأولمبياد.