تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي عبر الوطن، مع ارتفاع درجة الحرارة التي زادت من حدتها الحرائق التي تحاصر عددا من العائلات في عدة ولايات. واضطرت مئات العائلات للإفطار على ضوء الشموع لعدة أيام، وتعرضت عدة أجهزة كهرومنزلية للعطب والتلف. شهدت كل من ولايات بسكرة وبجاية والجزائر العاصمة وفالمة وجيجل وسكيكدة ووادي سوف وغليزان وخنشلة وباتنة وقسنطينة وعنابة وسوق أهراس وولايات أخرى، أمس، انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، حسب تقارير مراسلي ''الخبر''، واضطرت عائلات كثيرة للإفطار على ضوء الشموع متحملين درجة الحرارة التي فاقت 40 خصوصا مع اندلاع حرائق في عدة ولايات. وبلغ عدد الاحتجاجات وأعمال الشغب التي قادها المواطنون عبر الوطن بسبب انقطاعات التيار الكهربائي منذ بداية رمضان، بحسب مصادر أمنية أكثر من 50 احتجاجا، خصوصا في ولايات الجنوب التي يتكرر فيها انقطاع التيار الكهربائي بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة، مع ارتفاع درجة الحرارة وضرورة تشغيل مكيفات الهواء. وأضافت نفس المصادر ل''الخبر'' بأن ''كل الولايات سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد الاحتجاجات التي تحدث في أغلبها ساعات قبل الإفطار، من دون تسجيل أي انزلاق للأوضاع''. وبينت التقارير الأمنية ''افتقار مصالح سونلغاز لفرق تعمل على إصلاح العطب بشكل فوري، بسبب تزايد الانقطاعات في اليوم الواحد عبر عدة بلديات ومناطق في نفس الوقت''. وأقدم سكان ديار البركة في براقي بالعاصمة على قطع الطريق مساء أول أمس، احتجاجا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وغرقت أحياء باب الزوار بعد الإفطار مباشرة في الظلام ما دفع بالسكان للخروج للشارع وانتظار فرق سونلغاز لإصلاح العطب. وسجلت تيسمسيلت خلال شهرين 18 انقطاعا للتيار الكهربائي لأسباب مختلفة وعرفت عاصمة الولاية أكبر عدد من الانقطاعات في التموين بالكهرباء، تليها بلديات خميستي وثنية الحد وتملاحت ولرجام والأزهرية وبرج بونعامة، مشيرا إلى أن الفرق التقنية التابعة لسونلغاز قد تكفلت من خلال تدخلاتها بإصلاح الأعطاب التي تسببت في هذه الانقطاعات والاضطرابات. وأحدثت الحرائق المندلعة حالة من التوتر في عدة ولايات هي باتنة والبويرة والبليدة وتيازة، بسبب المناطق الوعرة التي اندلعت فيها ألسنة النيران، وأثرت أيضا على شبكة الأسلاك الكهربائية. ولا تزال السنة النيران مندلعة في عدة مناطق بباتنة، حيث أتت الحرائق على مساحة فاقت 500 هكتار من الغابات. وتسببت الحرائق عبر مناطق مختلفة من إقليم ولاية البويرة، ولاسيما بتكجدة، في إتلاف أزيد من 482 هكتارا من الغطاء النباتي والأشجار المثمرة ومزروعات الحبوب ومحاصرة عدة منازل وعائلات. وسجل في الأيام الأخيرة إتلاف 5,482 هكتارا من الغطاء النباتي من ضمنها 6 هكتارات من أشجار الزيتون. وفي تيبازة أتلفت النيران 100 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي، بعد نشوب 46 حريقا عبر العديد من المرتفعات الغابية بدوائر كل من فوراية وشرشال وسيدي عمار أتت على 100هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي بالإضافة إلى عدة هكتارات من الأدغال والأحراش.