دفعت الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بولاية قسنطينة خلال الأربع والعشرين ساعة الفارطة في عدة مناطق، إلى ظهور العديد من الإحتجاجات من طرف مئات المواطنين الذين عبروا عن إستيائهم بقطع الطرق وشل العديد من المحارو في مختلف أنحاء مدينة قسنطينة على غرار أحياء الأمير عبد القادر، عين الباي، وحي الصنوبر. ولعل أطول قطع طريق كان الذي قام به سكان حي جنان الزيتون الذين إستعملوا الحجارة وجذوع الأشجار وأضرموا النار في العجلات المطاطية ليلة أمس الأول من الساعة العاشرة إلى الخامسة فجراً غالقين بذلك الطريق السريع الصومام في الإتجاهين وهو الطريق الرابط بين محطة المسافرين الشرقية وأحياء قسنطينةالغربية، كما أغلق المحتجون الذين باتوا ليلة كاملة في الظلام طريق المطار على مستوى جامعة علي منتوري.
وإضطر العديد من السكان للإفطار على الشموع بعد صيام يوم شاق زادته درجات الحرارة العالية التي وصلت إلى 43 درجة، كما أدى المصلون صلاة التراويح في الظلام الذي إمتد إلى السحور مما إضطر السكان لإعادة إستعمال شموع موائد الإفطار من أجل السحور. المنطقة الصناعية التي تقع بها دار الصحافة حكيم تعاكوشت هي الأخرى لم تستثن من إنقطاع التيار الكهربائي نهار أمس طيلة الفترة الصباحية وقبله يوم أمس الأول طيلة الفترة المسائية، وباءت محاولات رجال الإعلام كلها بالفشل في محاولة لإعادة التيار الكهربائي لمكاتبهم قصد مزاولة عملهم في ظروف عادية، وكانت كل الجهات التي تم الإتصال بها على غرار مكتب المديرية الولائية لمؤسسة سونلغاز، خلية الإعلام والإتصال للمؤسسة دون جدوى. هذا المشكل أعاد للقسنطينيين ذكرى سلسلة الإنقطاعات في التيار الكهربائي في فصل الشتاء الفارط وكذا أعاد إلى أذهانهم سلسلة الإنقطاعات في التيار الكهربائي التي شهدتها الولاية خلال سنوات خلت، جعل العديد من الزبائن يتهم مؤسسة سونلغاز ببرمجة الإنقطاعات وعدم الوفاء بوعدها بتحسين الخدمات والقضاء على أنقطاع التيار الكهربائي، في غياب تام لتواصل المؤسسة مع المواطن وإعطائه تبريرات مقنعة حول هذه الإنقطاعات التي كلفت العديد من التجار خسائر فادحة.