السُّنَّة أن يواظب المسلم على وِرْد من صلاة اللّيل بقدر ما يطيق من عدد الرّكعات، فلم يكن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، يدع قيام اللّيل أو التهجّد، حضرًا ولا سفرًا، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع. وكان النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، لا يزيد عن إحدى عشرة ركعة في صلاة اللّيل، لا في رمضان ولا في غيره، كما جاء عنه في صحيح البخاري، وفي رواية ثلاثة عشرة ركعة، وكان يفتتح صلاة بركعتين خفيفتين. كراهية الإمام مالك لإحياء اللّيل كلّه وكرّه الإمام مالك إحياء اللّيل كلّه، وقال لعلّه يصبح مغلوبًا، وفي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أسوة، ثمّ قال: لا بأس به ما لم يضرّ بصلاة الصُّبح، والأفضل للمصلّي أن يتّبع نشاطه وانشراح صدره في عدد ما يصلّي، ولا يكلّف نفسه الملل والسآمة، لأنّ الملل ربّما أدّى إلى ترك العبادة. هل الأفضل طول القيام أو كثرة السُّجود؟ اختلف العلماء هل الأفضل طول القيام في صلاة اللّيل، أو كثرة الرُّكوع والسُّجود، فقد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أفضل الصّلاة طول القنوت''، وصحّ عنه: أنّه سُئل عن أحبّ الأعمال إلى الله، فقال للسّائل: ''عليك بكثرة السُّجود'' رواه مسلم. والظاهر أنّ هذا يختلف باختلاف الأحوال والأوقات، وما ينفع القلب من ذلك. فإذا أحسّ المصلّي بالخشية وبلوغ الموعظة وحضور القلب وحسن التدبُّر لما يتلو، فالأفضل له أن يطيل القيام ولا يقطع ما هو فيه، وإذا شعر بحلاوة المناجاة في السُّجود والتضرُّع والتذلُّل لله تعالى بالدعاء والتّسبيح والتّنزيه، فالأفضل أن يكثر من ذلك ويطيل فيه. فضيلة التهجُّد وقيام اللّيل في العشر الأواخر فقد صحّ أنّه، صلّى الله عليه وسلّم، إذا دخل عليه العشر الأواخر من رمضان، أحيى ليله، وأيقظ أهله وشدّ مئزره. قال علماؤنا: وسرّ الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان لسببين: 1 أنّ هذه العشر هي ختام الشّهر. 2 أنّ ليلة القدر أرجح ما تكون فيها. * عضو المجلس العلمي بالعاصمة