النَّزَاهَة لغة: البُعْد عن السُّوء، وإنّ فلانًا لنزيه كريم: إذا كان بعيدًا عن اللُّؤْم. وهو نَزِيه الخُلُق. واصطلاحًا: البُعْد عن السُّوء، والتَّنَزُّه: التَّباعد من الدَّناءة والأوساخ. قال الله سبحانه وتعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} المدَّثر 4. قال ابن عبد البر: (على ما تأوَّله عليه جمهور السَّلف من أنَّها طهارة القلب، وطهارة الجيب، ونزاهة النَّفْس عن الدَّنايا والآثام والذُّنوب). وعن النُّعمان بن بَشير، رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما مُشَبَّهات، لا يعلمها كثير من النَّاس، فمَن اتَّقى المُشَبَّهات، فقد استبرأ لدينه وعِرْضه، ومَن وقع في الشُّبهات، كرَاعٍ يرعى حول الحِمَى، يوشك أن يُوَاقعه، أَلاَ وإنَّ لكلِّ ملك حِمَى، أَلاَ إنَّ حِمَى الله في أرضه محارمه، أَلاَ وإنَّ في الجسد مُضْغة، إذا صَلُحَت، صَلُح الجسد كلُّه، وإذا فَسَدَت، فَسَد الجسد كلُّه، أَلاَ وهي القلب''. قال ابن رجب: (مَن اتَّقى الأمور المُشْتبَهة عليه الّتي لا تتبيَّن له: أحلال هي أو حرام؟ فإنَّه مُسْتَبرئ لدينه، بمعنى: أنَّه طالبٌ له البَرَاء والنَّزَاهَة ممّا يُدَنِّسه ويُشِينه). وفوائد النَّزَاهَة كثيرة ومهمّة، منها أنّها طاعة لله سبحانه وتعالى، وتحفُّظ النَّفس عن الانزلاق والانحراف، وأنّها خُلُقٌ يثمر أخلاقًا أخرى، كالقناعة والورع، ومن ثمارها: محبَّة الله للعبد، ومِن ثَمَّ محبَّة النَّاس له.