إصلاح القلوب وتطهيرها من الأكدار، وحسن النظر فيها، وبذل المجهود في استقامتها؛ أمر مطلوب شرعاً، كيف لا وهي موضع نظر الله سبحانه وتعالى من عبده فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”. وصلاح القلب صلاح للظاهر فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الحلال بيَّن، والحرام بيِّن، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب”. وإن سلامة القلب هي من الأمور التي تجعل العبد يفوز بخيري الدنيا والآخرة قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.